ب- إسهامات علماء الحضارة الإسلامية:
حين ننتقل إلى الحضارة الإسلامية سنجد كتابات متنوعة لفلاسفة وعلماء مبرزين إبان فترة ازدهار تلك الحضارة تشكل ارهاصات لاهتمامات معاصرة فى مجال المحاجة شملت الجوانب التالية:
· مهارات المحاجة: اقترح ابن سينا فى هذا المقام عددا من المهارات النوعية للمحاجة منها: تقسيم الدعوى، أو الحجة، إلى عناصر فرعية، والرد على كل منها منفردا، وطلب إما تفصيل المجمل أو توضيح الغامض، ومراجعة المسلمات إما لاكتشاف التكرار أو التناقض، وإما للتأكد من صحتها أو تسلسلها أو تطابق الروايات (ابن سينا، 1966: 72)، ويضيف الشيرازي والدبوسى عنصراً آخر مثل: دحض الحجة إما بالمطالبة بالدليل، والتنازع فى معناه على أي وجه يفهم، وإما بالتنازع فى المدى الزمني لإبراز التعارض، والتمييز بين علة الحكم وحكمته، والمنازعة فى العلة، ودفع الآخر إلى الاستغراق فى النفى، وتقديم التفسيرات ونقل الخلاف إليه (الدبوسي، ب.ت: 112-4118؛ الشيرازي، 1988).
· آداب وضوابط التحاجى: مثل أن يقصد المحاج الحق لا مجرد الغلبة، وأن يبتعد عن الخلط والمغالطة، والتقليد أو التعصب، وتجنب مناظرة المعاند، والجاهل، وطلب الغلبة لذاتها (الجليند، 1986: 125-128).
· الكشف عن أخطاء الاستدلال والقياس أثناء المحاجة: من قبيل قلب القياس بجعل العلة معلولا، واعتماد إثارة انفعالات السامعين بدلا من الاستنباط، وتعظيم الأمر أو تهوينه، والاستناد عند الاستنتاج إلى الشيوع والآلفة والهالة (ابن سينا، 966: 180)