ومدينةٌ تزهو العيونُ بنورهـــــا

 

ولحسنها يفدُ البعـــيدُ النائـي

 

لها في الصعيد مكانة مرموقـــــةٌ

 

هي درة التاج ومفخر الشعـراءِ

 

لكِ في التاريخ وقائعٌ وضـــــاءةٌ

 

والاسم "منــعت" لم يفد بهبـاءِ

 

ومقوقسٌ أهدى النبي بزوجـــــةٍ

 

هي أم "إبراهيم" فخــر أبـــائي

 

و"مبارك" اختـــار "سوزان" التي

 

ترعى الصغير وتسمو بالقــراءِ

 

هي مهبط التوحيد في العصـر الذي

 

قضى فيه "إخناتون" على الشركاءِ

 

والرمز رأسك يــا "نفرتيتي" يــا

 

منبع الحب ومـــورد الإنــشاءِ

 

يا منيـة "الفولي" وأرض "القرطبيّ"

 

أنتِ المـلاذ ومقــصدُ العلمــاءِ

 

منياه  طالَ الشوقُ لا من غربـــةٍ

 

بل رغبـــة ومحبــة ورجــاءِ

 

قالو مرضتُ وما بي من عــــلةٍ

 

بل أنتِ فيّ وأنتِ مصـــــلُ الداءِ

 

أنت العروسُ ولا عروس غيرك

 

في الأرض بل أنتِ الثّريا في السماءِ

 

لكِ التحية ... فما صنيعك هينٌ

 

فتكرمي وتقبلي منــي الثنـــــاءْ

 

قريتي وداعـا حـــان الرحيل

 

حــقا قريتي خــطب جليـلْ

 

لكن بهـذا قــضــــت  الحياة

 

وأين لقضاء الحـياة  المزيلْ

 

قريتـــــــي قولـــي كـــنت حبيبـا

 

ما كنت يوما فـيك البخيـلْ

 

واجمعي قريتي كـــــــل صفاتـي

 

واشربي أهلكى منها العليــلْ

 

أماه مـــهــلا لـمـاذا الدمــــــوع

 

سـوف أعـود سفري قليلْ

 

أخــذت كتابـي وقلمــي الفصيــح

 

وعقلي وعلمي وديني  ينـيـلْ

 

إلـى الـقـــــــــاهرة وأم الــمـــدن

 

نـزلت بها وخـاف النزيـلْ

 

لــكن وجـدت أنـاســـــــا كـرامـا

 

وعلما وعملا وهــذا الدلـيلْ

 

أستاذي "كـاسب" إنــي اكتـسبت

 

وأشهد أنــك صــبر طويـلْ

 

وعــقـــــل وقـلب ولســت أنـافق

 

يــعـلـم ربـى عنه أمـيـــلْ

 

جـامعــــة الـعلـم حـيـاك الإلـــــه

 

وخـير ربى عليك يســيلْ

 

دعــوت الجامـعـات أريـد شبهـا

 

فـمـا أتاني يومــا مثـيلْ

 

أكــرم "بعلي" قــــــــادك زمـنا

 

نجاك من كل الأزمـاتِ

 

صـرح العلم "بحســام" البشرى

 

حساما يقهر سطو الظـلمـاتِ

 

قــــواد الســـفينة تقـــــوى الإله

 

لتنجو السفـيـنة بالخـيراتِ

 

أنادى يا غربـــة دومــا خــفتها

 

ما أحلاك ووجهك جمــيلْ

 

يا رب إنــك تـحيـى الفـــــــؤاد

 

وعقلي بـغيرك إني قلــيلْ

 

امسكْ يا محمد خنجرا

 

وامحُ عنا العارْ

 

قد ماتَ محاربُ صليب

 

من يدفع عنا التتارْ

 

لا أرى في الأمة عمراً

 

لا يخشى النارْ

 

ولا عمر منتظرٌ لا

 

يخشى سيف الكفارْ

 

قد مات ضمير العالم

 

ويحابى لديه الدولارْ

 

إن تسمع صرخة طفل

 

أو ترى مذبوحا في الدارْ

 

فتيقنَ طفلُ الإسلامِ

 

وأبيه والدار انهارْ

 

أخي ما بالك لو جرح

 

أو قتل أحد الكفارْ

 

لصرخ العالم فزعاً

 

ولقالوا إرهاب ودمارْ

 

لو كنا إرهاباً حقا

 

ما كـان يــذل أطهـــارْ

 

قد ساد القوم صعلوك

 

وملفق طاهر بالأوزارْ

 

أخي أتهنأ بالعيش

 

والبيت لديك عمارْ

 

ولديك البنت والولد

 

والمال وفير وثمارْ

 

إن شاكت ولدك شوكه

 

تقلق ليل ونهارْ

 

كم تزعم كذباً

 

حب الرب القهارْ

 

وتنسى جهاداً وقتالاً

 

ويحك امسك ذي الفقارْ

 

قـاتـل في سـبـيـل الـلـه

 

تكن منتصراً أو في الأبرارْ

 

أرى صهـيـون اليـوم تجبـر

 

أعـطــى للمـسلم إنــذارْ

 

إن تـتـرك ديـنـك تـســلم

 

أو لـن تـنـفعـك أعــذارْ

 

قـد جـاء يـقـول مـحـمـد

 

قـد مات البـتــــارْ

 

لم ينجب إلا إناثا

 

يصرخن يولينَ الأدبارْ

 

أخي أرأيت أما

 

يشعلُ طفلها بالنارْ

 

وتحتَ التهديدِ تأكلُ

 

منه أمام الأنظارْ

 

وا أسفاه اغتصبوا الأمَ

 

وماتت والقلوبُ أحجارْ

 

يا أقصى اصرخ نادي

 

وأنادى فيهم بالأشعارْ

 

لعل القومَ يفيقون

 

ولنوقف مجرى الأنهارْ

 

أنهارُ دماءٍ تجري

 

أجراها حقدُ الكفارْ

 

مــات جـبــانا ًمحرومــاً

 

من يخـشى سيـف الكـفـارْ

 

عيناي جــُـــودا  لكــــل الألــم

 

وابـك فـــــــؤادي ليبك القَلمْ

 

هذا الفـــــراق يهد الرواســـي

 

ويُنطقُ بالحزن ِهـذا الصنمْ

 

كانت حياتـــــي بحرٌ الطويــلٌ

 

حلماً أعيشُ موسيقـى النغمْ

 

جاء الحبيبُ يقـــــولُ الــوداع

 

ماذا أقــــــــــــــولُ يا للألمْ!!

 

عيناي جــُــودا بكـل الدمــوع

 

وارثي فؤادي وارثي القدمْ

 

ماذا أقــــولُ وأجني الفــــراق َ

 

ثمــــار الحيـــــاة منذ القدمْ

 

ماذا أقـــولُ وشاب َ الفـــــــؤادُ

 

حقــــــاً تعبت وألف نعــــمْ

 

خليلي تعالـــــى ماذا دهــــاك

 

إنــي أحبــُـــــــك منذ العدمْ

 

خليلي تعالــــى لعلى أمـــوت

 

صـار المــوت أسمى الشيمْ

 

خليلي تعالــــى وكذب حديثـاً

 

سأصفح عنك صفحاً خضمْ

 

خليلي تعالــــى قلبي ينـــادي

 

يرجــــو لقاك ما قد سَئِمْ

 

حسبتُ الحيـــاة وروداً جميلة

 

ولون الحياة وكــــــــلاً نِعمْ

 

عشقتُ السماء ولون الأرض

 

تغنى الطيور وقلبي انسجمْ

 

رأيتُ النيل نهر الســـــــــلام

 

على شاطئيه فـــؤادي ترنمْ

 

أنــام فأحلم حلمــــاً جميـــــلاً

 

وأحلــــم أيضــــاًُ إذا لم أنمْ

 

رأيت شيخـــاً فقلت عظنــــي

 

قال الحياة وكـــــــــــلاً نقمْ

 

فقلت شيخاً طــــال الزمــــان

 

فهذا كـــــــــلام رجل هرمْ

 

قال بني اسمـــــع كلامــــــي

 

وإلا ستشرب كــــأس الندمْ

 

مشيت عنـــه وقلت لنفســــي

 

لا يعنيني ذاك وهـــذا الكلمْ

 

ما كنت أعرفُ أن الحيــــــاة َ

 

بحورُ الظلام وحــزنٌ تقدمْ

 

لبست قناعاً فغـــــر الفتـــــي

 

وعرف الحقيقة رجل هرمْ

 

عيناي جودا  لكل الألـــــــم

 

وابك فــــــؤادي ليبك القلمْ

 

يا أســــتاذ العــلم بشـراكا

 

فــضل كــبير قــد أتــــاكا

 

يا من غدوتَ بطيبِ خُلُقٍ

 

بين الــناس طابتْ ذكـراكا

 

عالمٌ أنـتَ وخـير شـمائـل

 

والله لذا المكان اصطـفاكــا

 

جــاءكَ ملقفٌ بالعلم طالبٌ

 

بين يديــكَ تــــراه نـــاداكا

 

قد سـمــعتُ عــنك يــوما

 

وأطمعُ الآن في عطــايـاكا

 

لا أريــد مــالا أو درهــما

 

ولكــــن علـــما وســـماكـا

 

أنا جـئتـك والقــلم يبــكى

 

فطمأنته ُ بكـرمـكَ وتقـاكـا

 

علمني فالبخلُ عنك نـأى

 

تُجـِب إذا الملـكان سـألاكا

 

وأكـونُ عـالمَ الأمـةِ غدا

 

وسأخطـو للـعـلمِ كخـُطاكـا

 

من للكون بعدك ضياءُ

 

يا من فرحتْ بك السماءُ

 

يا حبيبي إلى وموتك فرح

 

أبعد النار تكون الماءُ ؟!

 

كليمُ الفؤاد يشدو الآهاتَ

 

لموتِ الحبيبِ وتبكي السماءُ

 

كل مناه رؤيا الحبيبِ

 

يناجي الرسولَ نفسي فداءُ

 

يا نوراُ تلألأ يمحى الظلامَ

 

قلبي يبكي أيشفى البكاءُ ؟

 

يا سيد الأنبياء جئت أمدح

 

أشرف الخلق ومدحي ثناءُ

 

فأنت النور شعاع يسطع

 

قلبي مظلم وأنت ضياءُ

 

عرش كسري غدا يهتزُ

 

وبحيرة ساوة غاضَ الماءُ

 

لمجيء الحبيب غنى الكون

 

ينعى كفراً يأبي الفناءُ

 

اشتقتُ إليك وأدعو جـــــــــــواركَ

 

حبيبي وغيـــــر هذا الشقــــــاءُ

 

انظرْ وتأمل وتفكرْ

 

كي تعرفَ ربَ الأكوانْ

 

أرضٌ وسماء تتشكلْ

 

قُلْ لي مَنْ خلق الإنسانْ

 

لوحة فنان قدْ صيغت

 

تالله ما ذاك بفنانْ

 

سماء مزرقة وفيها

 

غيمٌ أبيضُ فتانْ

 

والأرض والشجر والورد

 

وترى فيها كل الألوانْ

 

لا تتعجبْ لا تترددْ

 

ولتُعمل فينا الأذهانْ

 

مَنْ صاحبُ تلك اللوحة؟

 

فلكل لوحة فنانْ

 

يا رب العقل فلتنظرْ

 

حلق طائر بالعينانْ

 

من جعل الطائر يسبح

 

ويغنى ويصيغ الألحانْ

 

إن تُلقى في الأرض البذرة

 

ولتخرج جنة وجنانْ

 

من أنبت ذاك الزرعَ

 

وإن مات عَجِز الإنسانْ

 

إن جاء العالم يحكي

 

الماء مما قد كانْ

 

قل للعالم أن يصنعَ

 

ماءً يروى العطشانْ

 

والله مـــــا كــــــــان ليسطـــــــــع

 

فمن خلـــــق المـــــاء وصـــــانْ

 

عندي أصحـــــابي وهـمّـا أحبابــي

 

قــالوا لي قـدِّم في الــدوره

 

ســجِــلـت قـــوام قــبــل مـــا أنــام

 

الـنـهــاردة قـبـل بــكـــــره

 

طـبـعـت خطابي أنـا وأصحـــــــابي

 

وسلِّمته لمسئولي الـــــدوره

 

عــرفــت كـــمــان فـيــه امـتـحــان

 

بيعـتـمـد على المخاطـــــره

 

ظــنــيــتــه ســهـــلْ طـــلــع وَهْــلْ

 

كأني بـَفـُك في شـفــــــــره

 

كـُـنــت مـحــتـــار ازاى أخــتــــــار

 

في الــتـجــربــة الـمـُــرّه !!

 

لا أنـــا مــســاهــــم ولا فـــــاهــــم

 

أي حــــاجــــة بــالـمــــــره

 

طـلعـت زعــلان وكـمــان تـعـبــان

 

كأني عــــاوز عَـمْــــــــره

 

أصحابي طمِنوني وقعدوا وسلُوني

 

وقـالـُوا لي لِـسّه فيه بكـره

 

يـُـوم الـمــقـابـلة حالتي عامـلــــــة

 

كأني داخــل مـُغــامـــــــره

 

هــيَّ صـــابـــت ولا خـــــــــابـــت

 

ولا طـلـعـوا ولـغـُو الــدوره

 

ولـــــمــــا جـَـــــه الـــــيـــــــوم دَه

 

كـنـت خـايـف من الهتــره

 

طــلـبة كـتـيــرة أعــــداد كـبـيــــرة

 

كـأنـنـا هـنـفـوز بـعُـمـــره

 

شُـفـْت دُكــتـور واقــفـله طــابـُـور

 

وبـِيـِدْخُله عشرين فـي المـرَّه

 

جـِـريـت قـَـوام مــن غـِـيـر كـــلام

 

ورُحت الأوضَة المُجـــاوره

 

عَــلـطـُـول دخـلـنا وبعـديـن قَعـدنـا

 

وهـنـا جِـه دور الـخــبــره

 

صاحبي أســامــة قالي عـلامـــة

 

تخليني أسـيـب ذِكــــــرى

 

حــدِّد أحــلامــك نـسَــق قـــوامــك

 

وانهي كـلامك بأي عِبــره

 

خــرجــت فـــرحـــان زى زمــان

 

ورجعت المـيَّه للخُضــــره

 

اســتـفـدت كـتـيــر بـكــلام مـثـيـــر

 

كـفـايـة فــن الـمـُحــــاوره

 

ولــو قـيَّـمْــت الــــدورة ع الــنـِـت

 

تاخد تِسـعـة مِـن عـَشـره

 

تَعَثَـرتُ تَحْتِي.. فَأنْهَضتُ نَفســــي

 

وقََـَلًبْـتُ كَـفـي أُعـــــاني النصـًـبْ

 

وهرولت خلفي..فأوقفتُ أرضــــي

 

وراجعـت نفسي فقـــــدت السببْ!

 

تلًـفًـتًُ حَـوْلي.. وأعـلَـيتُ عَـينـــي

 

لـكـبـدِ الـسـماء.. إذا بـالـعـجـــبْ

 

رأيـــــت الأصــيــــل يـــئــن يــــر

 

ــــوح يــــواســــي الشُـــــهُـــبْ

 

تــــوقـــف دمــعـــي لا مــن هدوءٍ

 

أو من صـمودٍ ولـــكـــــن نضُبْ

 

فداعبتُ حزنيوحــــاورتُ صمتي

 

وطـمـئنتُ نـفـسـي بـصدقِ الـكذبْ

 

مـعـي صـمتُ ليلي وجرحٌ قـديـمٌ

 

أُعـالـجُـه مـن غُــيــوم السـُحـــبْ

 

أُوزع قــلـبـي عــلــي كــل قـلب

 

شَــحيحِ الـهـمـوم قـلـيـل الغضــبْ

 

سـمعت ضـجـيـجا هـنـا داخلــــي

 

يـقـول بـنـوحٍٍٍ: أنـــــا مُـغتـــــربْ

 

بـــيـاضٌ بـقـلـبي لا مــن نقــــــاءٍ

 

لـعـل البياضَ بــياضُ الــلـهــــبْ

 

فـألـجـأتُ قـلـبـي لـعــونِ المعيــن

 

فـَمن لـي ســــواه يـُجـيـب الطلبْ

 

عـسـي مـن يسوق إليًَ الهمـــــوم

 

يـُخـَفِفُ عـنــي عـَناءَ الـكـُـــــرَبْ

 

مــن أيــن أبـدأُ والـكـلام يـطــــول ُ

 

قــلـبـي بــذنـبي حائرٌ مشغـــولُ

 

والــكُـل يـذبح همتي ويقول لـــي:

 

أفبعد أن تَغشي الفجورَ قبـــولُ؟!!

 

هـانت عليك سنين عمرٍ عشتهــا

 

هـانــت وهُـنـت فأحمقٌ وجهــــولُ

 

أحـبـبت دنـيـاك الـدنـيئـة طالـبـــاً

 

مــا تـشتهيه...فـيـنـتهي وتـــزولُ

 

سادت عليك بطولها وبعرضهــا

 

أي العروض؟ وكم يكون الطول؟!

 

وحـسـبـت أنَّ الـمـال يبني بهجـــةً

 

ونــســيـت لـهـواً ما أتاه "جميـلُ"

 

تـقـضي حـيـاتـك كـلها بجهالــةٍ

 

تـغـدو وتـذهــب تـفـتـري وتجــولُ

 

كنت الضعيف وكنت أنت صريعهـا

 

هـــا قــيــدتــك وحـاصـرتـك فلولُ

 

والآن تـأتي بـاكــيــا وتـقولهــا:

 

قــلــبـي بـذنــبــي حـائر مشغول؟!

 

وغـفلت عن ذكر الإله بـأرضــــــه

 

فــبـــذكـــره يـــتـــوقد الــقـــنديـــلُ

 

وسلكت درباً قـد  ضللت بأرضــــه

 

وحـمـلـت إثـمـاُ مـالــــــه تــأويــلُ

 

تبكي ذنـوبُك مـنـك مـن إتيانهــــا

 

هـلا بـكيت وكــان مـنـك عويـــــلُ؟

 

هـذا الــهـلاك بـعـيـنـه يــا صاحبي

 

ارجـــع فـــإنــك ظـالمُ وجهـــــــولُ

 

فـبـأي وجـه جـئـت تطلب عفـــوه:

 

(قــلـبي بـذنـبـي حائرٌ مشغول)؟ّّ!!

 

قـلت ارحموني وامنحوني صمتكم

 

ربٌ وعـــبـــدٌ والرجاء يطـــــــولُ

 

قلـت:اتـركوني أرتـوي من رحمــةٍ

 

فــإذا رُددتُ فــأين مثلي يــــــؤولُ

 

أنــت الـمـعين وأنت مولاي الـــذي

 

تــهـدي وتــرحمُ ربِ أنت جليـــــلٌ

 

ممكن تختـــار تانــــــي

 

أي طريــــــــــق ف ثواني

 

وياريت متكون بتعانــي

 

أصل أنت أكيد الجانــــــــي

 

وأوعى بجـــد تكـــــــونْ

 

عايش جــواك مسجــــــــونْ

 

يلا اخرج شوف الكــونْ

 

وكله أكيـــــــــــــد هيهــــونْ

 

لما تشــوف أحلامـــــكْ

 

وطريــــق مفروش قدامـــكْ

 

وســـدود تتهد عشانـــكْ

 

بس أنت أتحــــدى زمانـــكْ

 

وانسى إن أنت ف يـوم

 

اخترت طريق مشحــــــــونْ

 

مشحون بالسكة الســـــدْ

 

أو انك قلت ف يــــــوم

 

للدنيــــــا أو للكــــــــــــــونْ

 

وحيد وماليش حـــــــــدْ

 

ولازم أقــــــولك تانـــى

 

ما تقولش وحيد يا زمانــــي

 

وعشان أن أنت تكـــونْ

 

لازم تتحدى الكــــــــــــــونْ

 

واختــــــار بس بجـــــدْ

 

تشكى نثرات غبارِ

 

نسر يبكى الأقدارْ

 

يحمى الرعدَ وأحفادهْ

 

ينصب رقصه للأفكارْ

 

أتاني الليل مدافعاً

 

عن همس بناةِ الأحجارْ

 

رمسيسُ الثانى أغرقني

 

واللوتس منقذ أحرارْ

 

أنثى النهر تظلمني

 

تفتنُ لصغارِ الأشجارْ

 

بأني صلبتُ بخارا

 

مزقتُ ثيابَ الأمطارْ

 

قَطَراتُ الماءِ توصيني

 

فأنتَ أنتَ لا البِحارْ

 

دموعُ العينِ خذلتني

 

عاتبتني ليلَ نهارْ

 

جرفتي رموشي وأهدابي

 

وبنيتِ مخالبَ للأديارْ

 

سألتُ البرق اسمعني

 

هل حقا سبب أضرارْ ؟

 

ينصت ممسكاً بعصاه

 

مهلا فالقلب عَمارْ

 

شرياني يتنفس أملا

 

بشنقِ ظلامٍ فوقَ فَنارْ

 

أظلمت الدنيــا حتى صار القمرُ أمامي ســـــوادْ

 

وطعنتُ بظهــري حتى صِرت أسيرُ بدون عمـــادْ

 

سأظل أكررها أبداً لا يوجد في الدنيا إسعـــــادْ

 

ستحرق أحزاني جسدي سيكون الشجر أمامي رمادْ

 

لن تلقى في هذي الدنيا بسماتِ لن تسمع أبداً إنشادْ

 

ستغيب الزينــات عن الطرق سيكون حـــــدادْ

 

سنقدس أصناماً تائهة سنسير على نهج الأجدادْ

 

إن جاء الحق بدعوته لن يلقى إلا كبراً وعنـــادْ

 

ماذا قد حدث بعقلي؟؟ لن اضعف أبداً  استنجـادْ

 

ستسير الشــمــس بموكبها رغم الأحقـــــــادْ

 

سيعود القمـر كما كان ونشيد ارض الأمجـــــادْ

 

سنرد الظـــالم عن ظـــلـــم سنـكون شــــــدادْ

 

لن نقبــل عاراً متواصـــل سنــعود الأسيـــــادْ

 

سنكــــون رصــاصاً ملتهبا سنكـــون زنـــــادْ

 

سيعود الفاروق وعمروٌ سيعود صلاح وابن زيـــادْ

 

وسيدخــــل قطــــــزٌ منتصــــراً أرضــــك بغــــــدادْ

 

ونحرر أقصى ، جولان ، كابـولاً كُلا سيُعـــــادْ

 

سنعودُ جماعـــاتٌ متحــدةٌ لن نرجعَ أبدا أفــــرادْ

 

أُحبـكِ يـا مـصـرُ لا أحبُ سواكِ

 

فــأنتِ الـتي قـد هــويت هــــواكِ

 

عـشـقتُ الحـيـاة بـكِ والمماتُ لك

 

بــــــدم ونـفـــس ابـنــك افـتـــداكِ

 

وعـشـتِ مــدى الأزمـانِ عالـية

 

بــلاد الله تـركــــــع جـمـيعها إلاكِ

 

ألا أتوق لوطــن اعزه الله بذكره؟!

 

وعــيـني دوماً في الكتـــابِ تـــراكِ

 

رســول الـلــه وصـى بـأهـلك

 

لـذمـةٍ وصهـــــــــر الـهـي حمـــاكِ

 

وشـعـبـكِ حين يـسـمع كلام الإله

 

تجـدهم بـيـن شــــــاكٍ وبــــــاكِ

 

إذا ما استحى الناس من ذكر بلادهم

 

زهوت بنفسي حين اذكـــر سماكِ

 

وافخــر بـقـولـي أنــا المصريُّ

 

ويعجبُ خـلــقُ الله بوصفي ثراكِ

 

سـبقـنـا البـلادَ حضارة وديناً وفناً

 

وربـي بنـهـــــرِ الجـنــانِ رواكِ

 

فلا تلومــونـي إن زهــدتُ بنفسي

 

لقتـل مـن تـعــدى بـسهمٍ رمــاكِ

 

فأنتِ الجـميـلةُ أنـتِ الحبـيـبــةُ

 

أنـتِ التـــي لا أحـــبُ ســواكِ

 

وقف الأستــاذُ بمـــنزلتــه

 

وأمـــامه حــشـدٌ من طـــــلابْ

 

ساءلهم والــجــد بـعينيـــه

 

مــن منكم يأخــذ بالأسبــــــابْ ؟

 

فأجــابــه أنـجـبـهم عقــلاً

 

مـا مــن أمـــر إلا بحســــــابْ

 

حيــاهُ الأســتــاذُ وقــــــالَ

 

مــن منــكـم أيضاً يا أحبـــابْ ؟

 

فانطلقَ لســــانُ المستفسرْ

 

إنــي أتـــوكـــلُ على الوهــابْ

 

قد وصل الأستاذُ لمخــزاه

 

وبـدأ يــأخــذ في الإسهـــــــابْ

 

اعقلها يا ولدي وتوكـــــل

 

أمـر مـــن ربِ الأربـــــــــابْ

 

قد شُدَّ الطــلابُ جميــعـاً

 

بأســلــوبِ الأستــاذِ الســـلّابْ

 

وانتقل حديــثُ الأستـــــاذِ

 

كـــــي يشــرحَ درساً بكتــــابْ

 

أيكم الأقـــدرُ أبــنـائــــــي

 

أن يشـرح كــلــمة إرهـــــــابْ ؟

 

إرهــابٌ من مادةِ رَهَـــبَ

 

هو للـجـرائـــمِ ارتــكــــــــــابْ

 

ورد الآخــر: يا أستـــــــاذ

 

هو ما يفعل بالشـــاةِ ذئـــــــابْ

 

وأجاب الآخر:هو قتـــــلٌ

 

ودمــارٌ وحيـــــاةُ عـــــــــذابْ

 

وتدخل رابع هــــو ظــلمٌ

 

هو ترويعٌ هو أفــعــالُ كــلابْ

 

وارتاحت نفسُ الأستــــاذِ

 

قد زادَ شـعــوراً بالإعجـــــابْ

 

أن ما زال الفِتيةُ في خيرٍ

 

أن فـي بــلــده خــير شبـــــابْ

 

قد دقَّ الجرسُ يا أبنائـي

 

وعــليـكم حــصــةَ ألعــــــــابْ

 

لا أســـمع مـــــنكم يــا قومـي أيــة أصـواتْ

 

هل بــح الصــوت بحنـــجركم ؟ أم حجــب فمـــاتْ ؟!

 

أين الصــرخـات المــكــتومــة بفـَمِ الفتيــاتْ ؟!

 

أيـن الكلمات؟ أيـن الهمســـات؟ أيــن العبـــراتْ ؟

 

مازالَ القلمُ يعاقبني/يعاتبني أن أكتبَ قصصَ الأمواتْ!

 

مازالَ العقــــلُ يراودنــــــي أن أنجـرفَ مـع الموجــاتْ

 

أن أنسى قصةَ بلدٍ قد أضحى ذُلاً ومماتْ

 

أن أبعدَ عن خطِ النارِ أن أتمشى مع الصيحاتْ

 

أن أشري راحةَ بالي أمكثُ في داري لا أقتاتْ

 

قد ذهب الذل بعيني فرأيت الجبن أمامي ثباتْ

 

ماذا قد حدث بعقلي؟ هل ذهب الآخر في رحلاتْ ؟

 

وجلست أسائل مرآتي هل ذل دائم أم نصر آتْ ؟

 

فأجابتني نصر وثواب وحياة حسناتْ

 

رمضـان يا شهـر أطـــل بنـوره

 

ليتـيـحَ ألـوانـاً مـن الخــيـــــــراتِ

 

رمضـان يا شهـر تــراهُ مباركاً

 

متـلألأً ومُعطـَّر النــفـــحـَـــــــــاتِ

 

رمضانُ جئت لكي تحرر روحنا

 

مــن سطوةِ العصيـان والشهــواتِ

 

قـرآن ربـي فـيك نـــــزل ليهـدنا

 

ويقـودنا كي نعبــرَ الأزمـــــــــاتِ

 

وبـلـيـلـة القـدر قـــــــــدرٌ عـاليٌ

 

من صـالح الأعمـــــال والحســناتِ

 

والانتصار هو الشعـار فطالمــــا

 

طمست رمـــــوزَ الشرِ والنكبـــاتِ

 

فلكم نظــــرنا وانتظرنا قدومـــك

 

كي نفتــح الريــــــــان في الجنـاتِ

 

أجـران ينتـظـرانِ عبــداً صائمـاً

 

والفـرحـتــان منـاه والرحمـــــــاتِ

 

والــربُ يرضى عن عباد قاوموا

 

سُـوء النفـوس واذرفــوا العبـراتِ

 

كم من عهود عذبة

 

في عدوة الوادي النضيرْ

 

والتي يقول في ختامها:-

وأرى ابن آدم سائرا

 

في رحلة العمر القصيرْ

 

ما بين أهوال الوجود

 

وتحت أعباء الضميرْ

 

متسلقا جبل الحياة الوعر

 

كالشيــخ الضريــرْ

 

دامي الأكف ممزق

 

الأقدام مغبر الشعورْ

 

مترنح الخطوات ما

 

بين المزالق والصخورْ

 

ماذا جنيت من الحياة

 

ومن تجاريب الدهورْ

 

غير الندامة والأسى

 

واليأس والدمع الغزيرْ

 

فقلتُ:-

ياطائرَ الأيكِ البشيرْ

 

يا روضة الورد النضيرْ

 

أدركْ بياني مسعفاً

 

شِعري فقد قلَّ النصيرْ

 

كم ليـلة كابدتها

 

أُخْفِي من الهمِّ الكثيرْ

 

هلا نظمت قصيدةً

 

أبـياتُها تشفي الصدورْ

 

ليس ابنُ آدم سائراً

 

في جبهةِ الفلكِ الأثـيرْ

 

إلا محبــاَ للحَيا

 

ة ونَاشِرا فيها السُّرورْ

 

مُتًطلعا نيلَ العُلا

 

من دوحة المجدِ الخطيرْ

 

يزهو بنور جمالها

 

بالشمس والقمر المنيرْ

 

كالطير يصدحُ شاديا

 

كالزهر بسَّام الثغورْ

 

كالبدر يقمرُ ظلمةً

 

كلليث كالأسد الهصورْ