كــم ذا يكابـدُ مغــــرمٌ بهــــــواكِ

 

مُـــرَ البعــــــادِ ويبتغي لُقـــــياكِ

 

ومشيئةُ الأقـدارِ تفصلـنا الخُطــى

 

والقــلبُ دوما راجي رؤيــــاكِ

 

رقَّ الفؤادُ لما أصابه من جـــوى

 

والعشـقُ أنتِ ويحتمي بحــــماكِ

 

فالحبُ إن ثكــــلَ القلـوبَ جميعَها

 

وتجردتْ منــه النفــوسُ أتــــاكِ

 

أنتِ الحــياةُ بطيــبِها ونعيمـِــــها

 

كالنهرِ ينبعُ مــن نـدى مجـــراكِ

 

أنتِ النجــومُ إذا اعتلت عـلياءها

 

ما طاولتْ ذيـــلا لطـــــولِ عُلاكِ

 

فالشمسُ تخشى أن يضيع كيانُها

 

إن مُــسَّ يومًا نــورُها بضــــياكِ

 

أنتِ العروسُ لكل من عشق الحيا

 

ةَ وضمها في قبلـــتي خَــــــــدّاكِ

 

أنتِ البشاشةُ والسعادةُ والحــــنا

 

نُ لكل قلــــبٍ نـازفٍ أو بــــــاكِ

 

أنتِ العبوسُ إذا استهان بشعــبِنا

 

قـومٌ أتوا كي يعـــــبثوا بثـــــراكِ

 

أنتِ الشقاءُ لكل شـــبلٍ فاســـــــدٍ

 

ظنَّ الخلاصَ بخــدعةٍ فـــرمــاكِ

 

ثكل اليراعةَ كل لـسنٍ مغـــــــــرمٍ

 

إن لم يجبكِ قصـــــيدةً لثنــــــاكِ

 

معشوقتي -ـ أسيوط ُ- أنتِ المرجعُ

 

إن حال ضيـمُ البعد عن لقــــياكِ

 

سأظل دومــا عاشـــــــقا ومتــيما

 

سأظل دومــا مغــــرما بهـــــواكِ

 

ما شِئتَ هَـــوِّلْْ فالخطـوبُ مآسي

 

وصِفِ الرزيةَ في الزمــانِ القاس

 

قد كان مهلكةُ الشعــوبِ سكـوتَهمْ

 

والصمتُ إقـــرارٌ بمـوتِ الـناسِ

 

فالقدسُ أجدرُ أن يــراقَ لها الـبكا

 

والدمعُ أدنى وســــيلةٍ لمـواس

 

قتلى بـرايا في الضـواحي دمـاءهمْ

 

خَضبُ العــروبةِ بـل رداءٌ كـاسي

 

صَمْــتٌ أحـلَّ أم المسـامعُ صابَها

 

صـممٌ لــوقعِ بنـادقِ الأنجــاسِ ؟!!

 

لهواتُكمْ يا عُــربُ غايتُـها النِـباحُ

 

وردُهمْ بالطـرقِ فَــوقَ الـــراسِ

 

خَسِئتْ بِــلادٌ لا يـــزالُ برأسـهِا

 

قــيْدٌ تَمَلَّـكَهُ العــدو الجــاسي

 

***

قالوا ســلامًا قلتُ أي ســــلامِ

 

هل للعدو إذا استـــبدَ ســــلامُ

 

لا السـلْمُ يجلـــو عارَ أمتِـنا ولا

 

يُبقي دِمانا في العــروقِ كـــلامُ

 

ما ضاعَ غصــبًا لن يــردَ بعَبرةٍ

 

حتى وإن سَجَدَ الملـــوكُ وقامـوا

 

فالأرض أشـرفُ أن تضمَ عــيالَها

 

ويمـوتوا فيها وبالـتراب مَـــقامُ

 

من قـبلِ (شوقيَ) قال دَيــنًا يا فتي

 

فَسَـلِ الشــهادَةَ فالمحـبُ هُــمامُ

 

***

يا مُدرِكي الإسلام ماذا قد جـرى؟!

 

هل ضاعَ دينُ الحقِ أم هَجَرَ القُرى؟

 

هل هُـدَّ مسجـدُ ربنا من كـــفرِنا ؟

 

أم صابَ رُكنَ الدينِ شرٌ واعـترى؟

 

أم كرَّ فينا خــوفُ مــوتٍ منـتظر؟!

 

أم أنَّـنا بِتــنا بهــيمًا يُشــترى؟!

 

أســيادنُا من ضيَّعوا مجـــدا سُدى

 

متنعمون بكـــلِ وادٍ في الـــورى

 

لا يفقهـون الحــقَ بـل أطـماعهم

 

تُغفِلهمُ سُكْنَ المـــقابرِ والـــثَّرى

 

يا قائدي هــبْ للشجـاعة فــرصة

 

ستريك أن الحـقَ أجــدرُ بالقََـرى!!

 

***

جرحى تإنُ وشعـــــبةٌ تتــفرَّقُ

 

ثكلى تنــــوحُ وأمةٌ تتــــمزَّقُ

 

أيـدي الأخــوةِ في الـنوائبِ ترفعُ

 

ويَدُ اليهودِ علي الضحايا تُصفِّقُ!!

 

مِن أَرضِ (غزَّة) جاءني نبأُ الخَرابِ

 

وكلُ حُـزنٍ قَد لَحانيَ  يَســـبِقُ

 

كُلٌّ يُرسِّخُ في الـــبِلادِ جُلــوسَهُ

 

ومن الضحـايا في البلــيةِ يُنفِقــوا

 

***

طَعَّـمتَ كُــلَّ بَـنادقي بسِــنانِ

 

وطلقــتَها لــتروحَ في أَركــاني

 

ما أنتَ يا عاصِ الدمـوعَ بمُنجِـدي

 

مهما دعوتُكَ .. والإعراضُ أبكاني

 

سُبحـانَ مَن نَطَــقَ الجَـمادُ باسمـهِ

 

أولي بــردِ الضـــيمَ عن غِـزلاني

 

أولى بخلــقِ خَليــفَة تُعــلي لواءَ

 

الحــقِ فَــوقَ جَمـاجمِ الطُغــيانِ

 

***

وا حــرَّ دمــعُ العــينِ يا بـاكي

 

إنِّـي إلي ربــي المعظــمِ شـاكي

 

دهـرًا أحــلَّ لمن ســـقانيَ سُـمَّهُ

 

سيفًا ليغصــبَ من يدي أمـــلاكي

 

يا قدسُ عهــدُكِ في العــروبةِ قائمٌ

 

حـتى وإن وطــأ اليهــودُ ثَــراكِ

 

لا طِبتِ يــومًا للكــلابِ ولا حَــلا

 

لهمُ رُقـــادٌ في فضــاءِ رُبــاكِ

 

حسبي رءوفٌ جَـــلَّ قُدرتُهُُ الـمدى

 

تخطو لتُهــلِكَ مــن أتى ورَمــاكِ

 

وأعوذُ من عَجـزِ الكـلامِ إذا احتفى

 

قـولي بمجــدٍ لا يطـولُ عُـــلاكِ

 

أو هــوَّنَ الدمــعُ المــباحُ جريمةً

 

حلَّــتْ بأرضكِ أو عَـوتْ بســماكِ

 

نُظِمَ القـــــريضُ قـَـلائــــدًا وعُقودا

 

في مَدحِ أحـمدَ صـــادِقًا مَشهـــودَا

 

شهدت قوافي الشِعـــر أَنَّـــكَ ربُـها

 

بعد امتــداحِك زُودتْ تَمجــــــــيدا

 

قلمي يخافُ على لسانيَ عجــــزهُ

 

والقلب يخطـــوه الهــــوى تَسـديدا

 

والوجدُ ما طال المدى بك قَد شُغِل

 

والشــوقُ باسمِـــكَ دائـما تــرديدا

 

سُطِرَ الكلامُ على الصحائفِ فاصطبغْ

 

صَـــبغَ المحـــبَةِ وارتوى تجـويدا

 

أَمُحَـمَّدٌ فـــــوق البســـيطةِ مثـــلهِ

 

إِذ علَّــمَ البشــــريةَ الجــــودا؟!

 

إذ هَذََّبَ الرحمـن فـــيه خِصـــالهَُُ

 

كان العِصامُ مِــنَ الخطايا ردودا

 

أمَّا الجمالُ وسحــــرهُ وكــــمالهُ

 

مِن وَجهِكَ البَّسامِ صار ولــــيدا

 

وإذا المكارمُ خُيّرت في أهلــــها

 

نادتكَ باسمِكَ أحمدًا مقصــودا

 

أَنتَ الكريمُ وفى ضياعِكَ قَد قَرى

 

حَوجي لطعمٍ يبــــــتغونَ ثَريدا

 

الصدق فيك سجـــية.. بل نعمة

 

من عند ربك فاهتديت رشــيدا

 

نِعَمُ الحـــــياةِ مَلَكتها وعَصَيـتها

 

وصَفَـــوتَ مِن أفضالها ما جيدا

 

ما بالُ عَفـــوكَ قد تبلَّغَ في العلا

 

بعد العَفـــــِّو مَكانةً  تفــــريــــدا

 

***

طاح الطغاةُ بعزكم وضــياعكم

 

حتَّى هَجَرتَ الدارَ منها طـريدا

 

وابن الصلـيبِ لك انحنى في هيبةٍ

 

وأجــــاركم على أرضِهِ تمجيدا

 

جاءت قُريشُ بوفدِ مكةَ تطــلبُ

 

رَفعَ الإجارةِ كي تصيروا عبيدا

 

فأبى الهُمامُ وذاك من حســـناتِهِ

 

يا ربِّ خُذهُ إلى الجنانِ سعـــيدا

 

وسَرَيت في حضنِ الظلامِ إلى المديـ

 

ــنةِ قاصدًا في العهدِ ثاني جديدا

 

يا مصطفى لو أن هديك قد ســرى

 

ونثــــرتَهُ ليعــــمرنَّ البـــــــيـدا

 

***

خاب الطغاةُ العابثـــون برُسلِــكم

 

إذ أعرضوا والحق كان أكــــيدا

 

إيوان كسرى قد تمـــزَّق بابـــنه

 

هذا دُعاك ... وقد تَوارى عَنــيدا

 

غسّانُ خابَ مليكها حين اعـتدى

 

على رســـلِ أحمد قاطعَ الجــيدا

 

طَارَ الحـَـمامُ وجاء صَقرٌ جامحٌ

 

عَدَّ العـــــتادَ وألــــزمَ التجنــيدا

 

أَثنى العزيمة َ فيه نقصُ عـــتادهِ؟

 

لا... بَل تأهب للقِــــتالِ نديـــــدا

 

كيف الفتى يَســــرى إليهم هاديـا

 

ويتوِّجــوهُ إلى المـماتِ صفــــيدا 

 

الله أكبرُ صــاحتِ الألســــن بها

 

حتَّى تكبلــتِ العِـــــناقُ قـــــيودا

 

***

يا مصطفى جِرني فإنَّي طارقٌ

 

في الحق بابِك فاصطفيني شـــريدا

 

جِرني فأنتَ الأهـــلُ والــمرعى

 

جِرني فإنِّي أرتجــيك سنــــــيدا

 

ما بالُ مِثلىَ قد تَشرَّفَ حيــنما

 

أَثنى عَليك وفيك نظم قَصـــيدا

 

هذى قَصيدي قَد رويت بـنانَها

 

حُبًّا وعِشـــقًا في ثناكَ وزِيـــدا

 

قُــم حَلِّ اسـمَكَ بالعُـــلا والـــــــبانِ

 

أنْ مصــــــــرَ أمـُكَ درةُ الأكـــوانِ

 

واظفَر بوطء المجـد واسعدْ بالثــنا

 

واطلق لخـيلِ الفخـــرِ كلَ عَـــــنانِ

 

قَد كـــان للــتاريخِ إرثٌ فاغتــــنى

 

من ذكـــــــرِ أجــــدادٍ لهم شــــــانِ

 

إذ توَّجوا دهــرًا أطاحَ بهِ الــــردى

 

تاجَ الخلــودِ وذِكـــرياتُ زمـــــــانِ

 

هم في الوغى كصقورِ بطشٍ غاديةْ

 

صوبَ الــعدا ومُقَطِّعــينَ الجاني

 

فإذا تَجــــبَّرَ جائـــــرٌ في معــــــقلِ

 

بَعَــــثوا إلـيهِ مشيبو الولـــــدانِ

 

وإذا تَعــذَّرَ ســـــائلٌ في بقــــــــعةٍ

 

ساقوا إلـــيهِ غَــمامةَ الإحســــــانِ

 

وإذا تَـربَّصَ في الخـلاءِ لـهـم فتى

 

وَجَدَ العــــيون قــناتها بســـــــنانِ

 

ما راحَ يَـرقــبُ إذ يـرى أجــــفانَـهُ

 

مَقــــروحةً مفقــــــــودة الإنسانِ

 

وإذا تعذرَ في المســيرِ لهم خـــطى

 

داسوا الصعابَ مُحققــينَ أماني

 

فإذا رأوا في السيرِ خيرًا أسـرعوا

 

فَتَـــبَدَّلَ القاصي لـــهم بالداني

 

***

باتوا عظامًا في العِمارةِ...شيًّدوا

 

عَجَـــــبَ الدُّنا أهــــــرامَ فَــــنانِ

 

حارت عقولُ الإنسِ كيف تشيَّدت

 

بالعــلمِ والأكـتافِ أم بالجـــانِ؟!

 

ومعابـــــدٌ لا تعـــــــــتريها بالأذى

 

غَضْباتُ دهـــــرٍ ماكـــر ِ الأحـــيانِ

 

وانظرْ لهم إذ طوَّعوا شمسَ الدجى

 

لتقـــــبل المــــلك العظـــيم الثانِ

 

في يومِ مـــــــولدهِ  ويـوم ِ جلوسِهِ

 

فتعــــــثَّر الإفـــــــهامُ بالأذهــــــانِ

 

***

وحـماةُ معـــدٍ والمشـــــارقِ إنَّــهمْ

 

مَن أسلـــــموا الــــــوجهَ للــــمنانِ

 

قال الحبــيبُ كلامـــهُ في جُنـْــــدِها

 

أن جُنْــدَها هم خـــيرةُ الفتـــــــيانِ

 

إن لاحقوا وَسطَ الشِعابِ غَضنـفـرا

 

سيلقــنوه الـــــدرسَ للعصـــــــيانِ

 

واضرب لهمْ مثلَ التـتارِ وبغيــــهمْ

 

إذ أسرفوا في الفُجـرِ والطُغــــــيانِ

 

دخلوا دمشـــقَ واسقطوا بغــــــدادَ

 

ولمصـــرَ تاقوا قاطعوا الـــــوديانِ

 

فَتَبَعــــثَرتْ أشــــلاءهم من بأْسِنــا

 

فَتَشَتَّــتوا في الأرضِ كالفـــــــئرانِ

 

***

وَتَمُـــــــرُّ حِقــــباتٌ مِنَ الأزمــــانِ

 

وتظلُّ مِصـــــرُ رَصيــنة َالأركــان

 

قامـــت علـيها مَمـــــالكٌ ومَمـــالكٌ

 

حتى تـــأزَّم مِقـــــــعَدُ السلـــــطان

 

جاءتْ فرنـسا كي تقـــــودَ بـــلادَنا

 

وتعــيدَ أخرى حمـــــلةَ الصُلــــبانِ

 

هيهــاتَ هيهــاتَ الخضوعُ لمـثلِهمْ

 

هيَّا ارحلــــوا من هـــــذه البلـــدانِ

 

يا ليت شعري هل تناستْ ذكـــــريا

 

تُ بِــلادنا عن أعْـينِ القـــرصانِ؟!

 

الأنجلــــيزُ تآمــــروا وتآمــــــروا

 

وتمكَّــــنوا بخــــيانةِ الأعـــــــوانِ

 

والله ما طالَ الــدجى حتى انجــلوا

 

بالسـيفِ أو بالـــرمحِ والعــــــيدانِ

 

وتولى عَـــرشَها مِنْ بَنـــيها ليـــثًا

 

شــقَّ العدا لُقـــياهُ في المـــــــيدانِ

 

إذْ راحَ يَخطُبُ في المسارحِ والمنا

 

بـرِ شاديـًــا بخطابــــهِ الــــــــرنانِ

 

أن باسمِ مِصْــرَ وأمَّةِ الإسلام

 

سنعيد صوت الحق يا أوطاني !

 

ابنُ الصعـــيدِ وفَخْــــرُ كُلِ مُهَـــنَّدٍ

 

مضني اليهـودَ وموقِــفُ العــدوانِ

 

أعْطى مَقالـــيدَ البــــلادِ لــــفارسٍ

 

أمطى الجوادَ وكَــرَّ في الـبُركانِ

 

جَمَعَ العـَـــزائمَ في عَزيمَةِ عَـنْــترٍ

 

عَـــــبَرَ الســدودَ مصعر التيجانِ

 

ولِســانُ حالِــكِ أُمَّــــتى مُــــتَرَبِعٌ

 

ما نيتي ذِكْـــــــرٌ لـــــهُ في الآنِ

 

إن قُلــتُ فـيهِ مَــقالةً قالوا لــــغــا

 

يَــــرْجو العطــايا خـــــادِعُ الآذانِ

 

والفَخْرُ كُلُ الفَخْـــرِ أنّىَّ مُسْــــلِمٌ

 

بها قَدْ حُبــــيتُ وشاكِـــرُ الرحْمنِ

 

واللهُ أكْــــبَرُ بَعْــــــدَها الأوطانُ

 

اللهُ أكْـــــبـــــَرُ والـــرسولُ الثاني

 

جلس الفتى متعجبًا حُســنَ الصورْ

 

مـــتأملا آيـــــــــاتِ ربٍّ مُقـــــــتَدِرْ

 

بين السماءِ بسحـرها والأرضِ في

 

سطح ٍلها والـدرِِ في قاع البَــــــحرْ

 

راح السماءَ يُعـــــيرها نظـــــرا له

 

لـــيراقبَ الأجـرامَ فـي حضنِ القَدَرْ

 

طُعْمُ النباتِ بضـــوئـها مــــتوفـــرٌ

 

واستُخلِصتْ من طيبهِ خَيرُ الثَمَـــرْ

 

ما بالها تمحو الســـــــوادَ بـنورِها

 

وكأنــها مشـكاةُ هـــديٍ في سَفَــــرْ

 

فالشرقُ والــــدها يــــبوحُ بسـرها

 

لتصــــيرَ نورا عند مَطلعِهِ الفََجـِــرْ

 

وتشبُ يانعــةٌ عــــروسٌ في السما

 

فتعدد الخــطابُ والغــــربُ انــتَصَرْ

 

الله يملكــــها وتــــــلك عطيـــــــتهْ

 

شمسُ الدجى في نورها تحيا البشرْ

 

والأرضُ تغضـــــبُ ثم تعلنُ حربها

 

بركانُ نارٍ ثائرٍ يحـــــوي العِــــــبَرْ

 

وزلازلٌ من هولها ولى الصـــــــبا

 

إذ دبَّ شَيبُ الرأسِ في مهدِِ الصِغَـرْ

 

والبحرُ يحوى بطنه عجبٌ فـــريــدُ

 

النوع في سحـــــرٍ له سلــب النَظَرْ

 

فتراه يغضبُ تارةً والمـــــوجُ يعـــ

 

ـلو طائحا وتراهُ أخــــرى مُستَـــقِرْ

 

والخيرُ في أحضانـِــــه من لــــؤلؤ

 

أو قطعةِ المرجانِ أو باقي الحَجَــرْ

 

فيه الشــرابُ وفيه وطعــــمٌ سائــغٌ

 

فيه الحــياةُ وغـــدره يشقى النـَـفَرْ

 

ومن العُجابِ كأن ترى أنـــــــواعَهُ

 

مِلحٌ أجــاجٌ أو ترى صافي النُهـُــرْ

 

والنـــبت في الجدباءِ كيف نـَـــباتهُ

 

منه المصـــــبرُ والمحـــلى والزَهِرْ

 

والوردُ يشــــربُ من سبيـــلٍ واحدٍ

 

وتعددتْ ألـــوانُهُ تســــبى البَصَـــرْ

 

والورْقُ يشــدو في السماءِ مسبحًا

 

باسمِ الإلهِ الحي من أحـــيا النَخـِـرْ

 

حرا طلـــــيقا يهـــتدي بعــــــيونـِهِ

 

والـــزادُ عنهُ باحــــثًا حتَّى نَقــَــــرْ

 

تلك العجــائبُ صاغها رَبُ البــشـرْ

 

رَبُ العَوالمِ مَن دُعـــي حلَّ المَــطَرْ

 

ويهــــيمُ كلُ مفكرٍ والعـــــقلُ يــــر

 

شِـــدهُ الصوابَ ليتقى لُقيا سَقـَــــرْ

 

ويجـيبُ عن سؤلِ بن إبليسَ اللعيــ

 

ــنِ برفضِهِ في حالةٍ تبدي الضَجـَرْ

 

ويقولُ هذا الكونُ مِنحـــةُ ربـــــــنا

 

مالي سواهُ بعــفوهِ يجلو الخــَــفــرْ

 

يا من جهلةَ الكـــــونَ في أسـرارِه

 

والدهرُ في ألـــــوانِهِ قــــبل الكـِـبرْ

 

خذْ من رحيقِ الهدي واعــملْ جاهدا

 

قرآنُ ربيَ جامـــــعٌ صفْو العِـــــبَرْ

 

فامكثْ على إحصاءِ تعــــدادِ النِعـمْ

 

لن تحصِها حتى لو طالَ السَهَــرْ!!

 

فانظرْ لقــولِ حكيــــمةٍ في نملـــــةٍ

 

يا قومي همّــوا والـزموا كلَّ الحَذَرْ

 

والعنكــبوتُ بنسجِــــهِ لخـــــيوطِهِ

 

ضلَّتْ قريشُ واطـــرقوا أرضا أُخَرْ

 

وحمامةٌ في عُشِـــها والبـيض ينـــ

 

ـــمو تحتها فتحــيرتْ فيها الفِكـَــرْ

 

والهــدهدُ الغادي لأرضِ خطـــــبها

 

أنَّ النساءَ ملوكُها.... يا للخَــبَرْ!!

 

والعرشُ يأتي منكــرا من قصــرِها

 

فتعجبتْ بلقيسُ والعــــقلُ احتَــضَرْ

 

تحيا أم موسى في الحـــــياةِ لابنها

 

وتخاف من فرعون والبحر المَفَرْ!

 

وترى ابن نوحٍ قد عصى مُستنكرا

 

حتى توارى بين أحضـــــانِ القُــبُرْ

 

والمــؤمنُ الصديقُ أقــــبلَ نحوها

 

ليعـاودوا صُـــنعَ الخليقةِ والعُصُـرْ

 

وارجعْ بفكــــرِكَ للخليــــقةِ بدئــها

 

كيف الترابُ يصـيرُ روحًا في بَشَرْ

 

بيدِ العــــزيزِ الــــروحُ قد نُفِخَــتْ

 

ولهُ تعـــودُ بقــــبضةٍ يوم السَفَــــرْْ

 

في البعثِ تحضـن كل روحٍ أهلــها

 

أما الرميمُ يصـــيرُ كالزهرِ النـَـضِرْ

 

تلك الحياة دوامـــــها لا للجــــــبا

 

لِ ولا الرمالِ ولا البحارِ ولا البَشَرْ

 

إن الحـــياةَ لمن أتـــاها ومن بـــنـا

 

هـا ومن أسرَّ ببطــــنِها عِلمُ القـَدَرْ

 

وهْو الــذي رفـــعَ السماءَ بلا عمدْ

 

بسط البســـــيطةَ ثم خللها الجُـزُرْ

 

شقَّ البحارَ بخيرِها تجرى لــتطـــــ

 

ـــهرَ نفسها من كلِ شـــرٍ قد يَضُـرْ

 

والريحُ تسرى في السما والنجمُ يسـ

 

ـبحُ في الفضا والمزنُ تُهدينا المَطَرْ

 

الرزقُ فــيها مقسمٌ والسعي فـــيـــ

 

ـها معظـــمٌ والفوزُ فيها لمن صَـبَرْ

 

تحــــيا ملوك ٌ ثم يدركها الفــــــنا

 

وتنامُ في حضنِ الــــترابِ المُحتَقَرْ

 

أين الرياضُ بزهرِها والجـــــاريا

 

تُ بحسنها والفاتـناتُ مـن الغُـرَرْ؟

 

أين المناصبُ والكـــراسـي والعجـا

 

ئبُ والفرائدُ والزخارفُ في القُصُرْ؟

 

أين المراقصُ والمـــغاني والمـعا

 

ني في القصائدِ والمدائحِ ذي الشُـطُرْ؟

 

طال الغيابُ وما لمــــثليَ صاحـِــبٌ

 

أشكو له همي وقلــبي المُعــــتَصَــرْ

 

يا وليلتي أخشى أقــــــولُ بلا عملْ

 

ربى اهدني إني خَشــيتُ من الحـُفَرْ

 

أنتَ الإلهُ أعوزُ باسمكِ من لعيــــــ

 

ــنٍ غرني ولعفـــــوكمْ رقَّ الحَجَـــرْ

 

سألتُ عن البقاءِ وعــــن سـؤالي

 

أجابَ المــوتُ مرتــــئفًا بحـــــالي

 

بأنَّ العــــــيشَ رغــــدا لا يـــــدومُ

 

وأنيَ مبـلــــــيٌ صــــــرح المعالي

 

فأيـــان الحــــياة تكـــــون تفـــنى

 

بميـقاتِ العـليمِ وذي الجـــــــــلالِ

 

تهـبُّ العابساتُ بـــــــريحِ غـــبرا

 

وينضحُ كأسُـها عـفـــنَ النـــــعالِ

 

فتُصـــــرفُ كـلَ نائــــحةٍ علـــيها

 

وتبقى ذنـــــوبها مثل الـــــوبـــالِ

 

كــــذلك كانــت الأرواح حـــــــالا

 

لمـن لم يتــــقِ غــــدرَ اللــــيالي

 

تجوبُ بريحها ريحـــا كــــــريـما

 

نسيــما عاطرا مســـك الجــــمالِ

 

يودعــها الكــــــرامُ على حــــدادٍ

 

وينعــيها المــماتُ إلى الكــــــمالِ

 

كذلك كانـــــــت الأرواح حــــــالا

 

لمـن عــبر الجـبالِ إلى الوصــالِ

 

أرى دمـعُ الشموسِ على الكـرامِ

 

تدلَّى منبـــتا عُشــــــبَ الـــرمـالِ

 

وأحــــــيا مـن مدامعِـها قـــــفارا

 

لتخضـرَ ســــــيرها عـند الـرحالِ

 

فذاكَ مـن العظــــامِ أذل مـــــوتا

 

وقُــلِّـدَ خِتــمَهُ أحـــدُ العـــــــــيالِ

 

وهـذا من عبـــــيد الله يــــــرجو

 

محـاسنَ موتــةٍ شرفُ الـرجـالِ

 

أرى كلٌ يــــنامُ على المــعاصي

 

ومنـــياهُ الحــــياةُ إلى المطـــالِ

 

ولكــنَّ الحــــياةَ إلى كــــــــتاب

 

وهذا القول جاب على ســؤالي !

 

اقرأ بني الإنسان قولي

 

ناظـــرًا بين السطـــــورْ

 

يا صاحبي لا تبتئس

 

قومًا تـــــباهوا بالفجــــورْ

 

سيزيلهم ســـيف الحقــيــ

 

ـــقة آجلا أو في الـبكورْ

 

يفري رؤوسًا قد تعــــا

 

لت في السماء بكل زورْ

 

الحــــــق مغلــولٌ يجا

 

هد تحت أســــــترة يــثورْ

 

والظلم حـــر في البـــــــلا

 

د بلا قـــــــيد يجــــورْ

 

تلك الحـــياة وما بها

 

حكم تســــير على الدهورْ

 

يوم ٌحزيـــــنٌ بائسٌ

 

يُجرِى دمــــوعَك كالبحورْ

 

والثاني تسعد طائــــــرًا

 

في فرحةٍ أو في سرورْ

 

يا صاحبي دعهم رويــــدًا

 

أرضهم بالظلم بـــورْ

 

ولسوف يأتي الموت يقـــ

 

ــبض في سلام أو شرورْ

 

وسيعلم الطاغي بأن الحقَّ

 

عــــدلٌ في الأمــــورْ

 

يا من أكلت الحق إنَّ

 

الدهــــــــر دائـــــرةٌ تدورْ

 

خذْ ما تشاء مشيدًا

 

في الأرض أعــــلام القصورْ

 

وامنح لنفسك رخصــة

 

بها تغتــني سخطًا وزورْ

 

تسعى وتنهب في كـــــنو

 

زي ثم ترجع للقــــبورْ

 

أســـــيرُ الدمـــــعِ يقتلني سهــادي

 

وصــــوبَ أحبتي يـــربو فــــؤادي

 

تلــــظت مهجتي شـــوقًا ودمـــعي

 

يفــــــيضُ بحارهَ لوعُ ابتــــــعادي

 

أبــــيتُ اللــــيلَ مُعتكـــفًا  بجــــنبٍ

 

أواسي وحــــــدتي تحت الســــوادِ

 

أوسدُ أدمــــــعي بالجفــــنِ حــــتى

 

تــــنامَ اللــــيلَ من أثــــرِ الســـهادِ

 

وأجمعُ من شــتاتِ الفكــــرِ فكـــرًا

 

فأرحـــــــلُ بالخـــــيالِ بلا جـــــوادِ

 

إلى دنـــــيا التــــــلاقي والــــوفاقِ

 

إلى دنـــــيا تــــــذكِ بلا عــــــــــنادِ

 

هي النورُ المســــــلطُ من ســــماءٍ

 

تنيرُ بَصـــــيرتي والــــنورُ بـــادي

 

هي الأحــــلامُ في نــــومي مسـاءًا

 

وأسعـــدُ في لــــقاها في رُقـــــادي

 

أُجاذبـــها الحــــديثَ بكلِ شغــــــفٍ

 

مسخـــرا الجــــوارحِ في انقـــــيادِ

 

تقول كــــلامها وكـــــأن سحــــــرًا

 

يكبلـــني فأغــــــرقُ في التــــمادي

 

محـــبٌ.. هـــــائمٌ.. يهــــوى نِداكَ

 

فهاتِ الصـــوتَ ثم كُـــنِ المـــنادي

 

أســـيرٌ والأســـــيرُ لــــه حـــــقوقٌ

 

وحبكِ من حــقوقي فـــــهاتِ زادي

 

فأنــــت الشـــــمسُ تجــلو كل ظـلمٍ

 

ونورُكِ في الأزقــــــــةِ والـــبوادي

 

تعيدي الـــروح في قلـــبِ اليتــــيمِ

 

كظـــئرِ بالحـــــــــنانِ إلى الــــولادِ

 

فينمــــــو فَطــــيمُ حبكِ في ســـلامِ

 

وأنـــتِ له المــــــلاجئ في البـــلادِ

 

يشـــــبُ على هــــواكِ بلا مشــيبٍ

 

مـــــــدينٌ بالمحــــبةِ والــــــــودادِ

 

فـــيا روضُ الهـــدى زادَ اشتياقي

 

فأيـــــانَ التجــــمعُ في المـــــعــادِ؟

 

فأنــتِ المـــوعدُ المـــنظورُ أنــــتِ

 

إلــــيكِ المُنــــتهي والعمـــرُ غادي

 

تعالي نهتدي في الســــيرِ نطـــوي

 

بأيـــدِ المُلــــتقى صُحُـــفَ البِـــعادِ

 

وننـــظمُ في القــــريضِ قــلادَ جيدٍ

 

بها يتســـامرُ الجــــمعُ النــــوادي

 

فنـــسردُ مـــن روائعـِــــنا ونحكي

 

ونجــــلو بالقصـــائدِ كــــلَ صـــادِ

 

ونُعـــلى الحــــبَ آفــــاقا فتســـمو

 

فينضــــحُ بالمحـــبةِ كــــــلُ وادِ

 

عصفتْ تــــلالَ الظالمـــين ريــــاحُ

 

وتلاها من صوتِ الجموعِ صـــياحُ

 

تغدو الــنوائبُ ثم تطـــــلقُ سهمها

 

فتصيبُ من بين السـُــلامى جـِـراحُ

 

للكـــــونِ سِــــرٌ والمُســـرُ مُغـــيبُ

 

لا يكشــفنَّ مُصـــــابَهُ الإصــــــباحُ

 

لا دام عَهـــدٌ فالعهـــــودُ ولايــــــةٌ

 

فاحسن فـــإن الاعــــــتدالَ صــلاحُ

 

فالحقُ يبـقى في الحــــياةِ مخــــلدا

 

يحمـــيهِ من نابِ الذئــــابِ ســلاحُ

 

والظلمُ يفــــنى كالســـرابِ بقــبرِهِ

 

كالــداءِ يفــــــنى إن أتـــــاهُ لِـــقاحُ

 

والدهـــرُ يشهـــــدُ للعـــــزيزِ بعزهِ

 

أما المُدنـَّـــسُ تقـــتلــــعهُ ريـــــاحُ

 

يا من رسمـتَ على الخيالِ خريطةً

 

وهممتَ تقـــــتل أهلـــــها إذ ناحوا

 

هل كل حلمٍ في الحقيــــقةِ جـــائزٌ؟

 

أم كل مجــــــــدٍ تبتغـــــيه يُـــراحُ؟

 

فِق يا فتى لا الــنارُ تنــــفعُ أهــلَها

 

إن أشعلـــــوها وللدمــــارِ أباحــوا

 

حتما ستلقى من لهيـــــبها لســـعةُ

 

ويُشاطُ من بين الجــِــــنابِ جـَــناحُ

 

صعـَّـــرتَ كل حقـــيقةٍ في كذبةٍ

 

والزيــــفُ في كل الكـــــلامِ مُـــباحُ

 

وجمعتَ خلفـــكَ كلَ كلـــــبٍ جــائعٍ

 

فدخــــــولُ دُورِ المسلمـين مُـتـــاحُ

 

فدخلـــتَ كلَ ديــــارِها إما بســـوطٍ

 

أو بصـــــــوتٍ تُســــــترقُ رِمـــاحُ

 

أشكو الهمــــــوم لأهلها يا لـوعتي

 

والدمـــــــع من عيــنَي سحـــــاحُ

 

سكينُ بـــوش قطَّعــت أوصـالنا

 

والروحُ تلهـــــثُ والعـــــدا ذبــَّـاحُ

 

في كلِ ليلٍ أشتري حُلمَ الخــــلاصِ

 

من الفـــنا والكافـــرون اجتاحوا!!

 

كأسُ الحياةِ مـــــــريرة في نـــيلها

 

ومن المـــــــرارةِ عــــزةٌ وفــــلاحُ

 

ومن المماتِ حياةُ القومِ إن ضحوا

 

ومن الشـــبابِ الأضحياتُ تـــــزاحُ

 

يا صاحبي إيـــاكَ أن تخشى الردى

 

فالكلُ يفــنى والباقــــــياتُ بــــراحُ

 

لا تحســبنَّ من الشهــــادةِ مــــوتةً

 

فلكل مــوتٍ في الـــوغى أفــراحُ!!

 

سَل يا ابن مصر عن الحياة فإنها

 

تأتى  لمن هو للحــــياة مقــــــدرُ

 

واعلم بأن النفـــــس إن علمــتها

 

وطأ العـُــــلا تسمو إلـــيه وتعبرُ

 

وإذا غرست الخـوف فيها  مـرة

 

أو رُعتها... نَـيلُ العُــلا يتعــذرُ

 

هذى الحــياةُ بفــرحها وبكـــائها

 

كدُمى يُحركها القــوى فيكـــــبرُ

 

أما الضعيفُ يكــون فيها تائــهٌ

 

تحت الــرُكامِ مكانـــه يتصـــبَّرُ

 

لا تبتئس يا ابن العــروبةِ ظُلمةً

 

سِر في الحياة ونور حقك يبصرُ

 

فالليل لو طـــــال الحـــياةَ فإنــه

 

فانِ وإشــــراق الصبيحةِ مـنذرُ

 

ســــــلامٌ للأحـــبةِ من صِحــابي

 

ودمـــعٌ مرســـلٌ يروي كِـــتابـي

 

وعطــــفٌ لا يـفارقــــهُ حــــنـانٌ

 

وجــــرحٌ قد أُزيــــدَ على عَذابـي

 

عــلى ظـــلمِ الأحــــبةِ فــــواسي

 

دمـــوعًا ذارفــــات في ذهـــــابِ

 

أيـــندم ذو الـــبلاغـةِ إن تجـــلَّى

 

على صفحـــاتِه حسنُ الجــوابِ؟

 

فيعـــلو نجــــمهُ وكـــــأن بــــدرا

 

ويَهــــوي للظـــــلامِ بلا حســابِ

 

يُمهدُ للعــــــلا عــــثرًا فَيُطــــوى

 

ويشربُ في الكفاحِ الــمرَ صابِ

 

يَعدُّ عـــــتادهِ وكــــــــأن حــــربًا

 

سيحسمها فَيَفـــــتحُ كل بـــــــابِ

 

فما أن يطـــــرقَ الأبــوابَ إلا

 

بأيــــدٍ تَنـــــتزِعهُ ورا النـــــقابِ

 

ويدخــــلُ زُمـــــرةٌ ليســـوا بأهلِ

 

لحـــملِ العلمِ مُلتـــمسو الثـِـــقابِ

 

غَريــــبٌ في ديارِ الظلمِ حـــــقي

 

وظُلمُ الظالمـــينَ عَلَى الرِقـــــابِ

 

شَكَـوتُ وما تبـــــقى لي إمــــــامٌ

 

عَتَـــبتُ ولا يُحـــــركهم عِــتابي !!

 

فحسبي اللهُ في قـــــــومٍ أَذَلّـــــوا

 

أنوفَ الأُســــــدِ سكان الـــروابي

 

بـــــلادي عـَـــــبرةٌ مــــني عليكِ

 

بلى فعلــــيكِ دمــــــعيَ وانـتحابي

 

بـــلادي ضاعـــــتِ الآمــــال مني

 

كأنَّ حقيقتي شَـــرَكُ الســــــــرابِ

 

بــــــلادي علميني كــــيف أحــــيا

 

على ضَفَّــــاتِ نيــــلكِ والـــــترابِ

 

بـــــــلادي علميني كــــــيف أُربى

 

وأنسى في الحــــنانِ شقا اغترابي

 

بـــــلادي كلَّــلي جَهــــدي بحـــــقٍ

 

فأنـــتِ العــــدلُ مـــــيزانُ الحسابِ

 

بـــــــلادي إن تحـــالفتِ الظــروفُ

 

وجُسِّــــدَتِ الـــنَوائـــبُ في ذئـــاب

 

سأقـــــدمُ في ثــــبوتٍ كي أضــحي

 

فجُــرحُكِ يا بـــــلادي من مُصــابي

 

أروحُ بكــــــل أرضٍ ثم أغـــــــــدو

 

وقَـــــبري في تــــرابكِ يا مـــــآبي

 

وحنينا يُرضي حِرماني

 

ودموعاً تملأُ أجفاني

 

تسعدني كثيرا وكثيرا

 

اشتاقُ إليها وتنساني !!

 

وبعض الأحيان أتألم

 

من دمعي وذكرني أحزاني

 

وحبا غالٍ لعينيكِ

 

وشوقا كالبحر إليكِ

 

وقلب لا يعرف غيرك

 

وعرف الحب على يديكِ

 

لا أملكُ إلا أحلامي

 

وقلما يتغزلُ فيكِ

 

ويكتب كلمات الحب

 

ويصفُ أجمل ما فيكِ

 

ويعجز قلمي عن الوصف

 

أيصفُ في عين تسحرْ ؟!

 

وترمى باسهم في القلب

 

أيصفُ في وجهه مقمرْ ؟!

 

ينسيك طريقك والدرب

 

أيصفُ  في بدر مقبلْ ؟!

 

أهواكِ كما أنتِ دوما

 

عصفورة ترقص على الشجرِ

 

أهواكِ كم أنتِ دوما

 

كطفلة تفرح بالمطرِ

 

أهواكِ كما أنتِ دوما

 

إمرأة تشبه للقمرِ

 

أنساك وان عنى غبت ِ

 

رؤياك هي اكبرُ فوز ٍ

 

يرضيني ويمحو حرماني

 

رؤياك هي اكبرُ فوز ٍ

 

العيون ما بقتش شايفه

 

أي حاجة من الدمارْ

 

والقلوب ما بقتش عارفه

 

إيه مصير الانتظارْ

 

فيه قلوب شايفه وخايفه

 

كـاتمه جواها المرارْ

 

والنهارده كل حاجة علينا هانت

 

والقدس كانت بدايه

 

بكره جاى ذي اللي فايت

 

والدمار ما لوش نهايه

 

لو سكتنا يبقى احسسنا غايب

 

يبقى ضاعت كل غايه

 

إيه بأيدنا هي دى أم المصايب

 

واللي نكست كل رايه

 

مسلمين الاسم لكن

 

فين مبادئ كل مسلمْ ؟!

 

اليهود ملت الأماكنْ

 

وأمتى ييجى اليوم ونحسمْ

 

أمرنا ويا اللي ساكنْ ؟

 

روحنا وبايده بيقسمْ

 

في البلاد مع كل خاينْ

 

باع في ارضوا وهو مسلمْ

 

كام شهيد ع الأرض ماتْ ؟

 

قد إيه بكت العيون ؟

 

عدى وقت كبير وفاتْ

 

وإحنا لسه بين ظنونْ

 

واللي بيعيش العذابْ

 

الضعيف اللي يهونْ

 

واللي حاسس بالآهاتْ

 

ليه تغيب عنه العيونْ

 

قوة الإيمان سلاحنا

 

ننتصر بيه ع الأعادي

 

مستحيل نقوى وإحنا

 

متفرقين في كل وادي

 

حبنا اكتر لروحنا

 

خلى فينا خوفنا عادي

 

نازفة قدمنا جراحنا

 

واحنا لسه شعورنا هادي !!

 

والله دى اكبر إهانه

 

من عدو ضعيف قصدنا

 

يبقا فين معنى الكرامه

 

لما ننداس فوق بلادنا

 

بيَّنوا لينا ابتسامه

 

وخططوا ليوم هلاكنا

 

طبعهم غدر وخيانه

 

ذي ما بيقول كتابنا

 

لسه تانى فيه كلامْ

 

لسه هتقولوا اليهودْ

 

واحنا عارفين من زمانْ

 

قد ايه نقضوا العهودْ

 

والغريب إن الكلامْ

 

اللي بنقولوا وعودْ

 

ما إحنا مش حاسين ألمْ

 

كان سبب فيها اليهودْ

 

يا ليتك تَعودينْ

 

إليَّا يوما وألقاكِ

 

يا ليتك تعرفينْ