نموذج لهيكل بحث علمي في علم اللغة:

 

يوصف البحث بأنه علمي حين يستخدم المنهج العلمي في معالجة موضوعه. ويقوم البحث على عناصر هي:

          أ- المقدمة.

ب- التمهيد.

          جـ- أبواب البحث وفصوله ومباحثه.

          د- الخاتمة (نتائج البحث).

          هـ- المراجع.

 


أ- المقدمة

          الهدف من المقدمة تعريف القارئ بموضوع البحث، وبالمنهج الذي يعالجه به، وبالدراسات السابقة فيه، وبالهدف الذي يسعى البحث إلى تحقيقه ... وغير ذلك مما يفيد في التعريف به.

*     يحدد الباحث أهمية بحثه في الحقل العلمي المختص ومدى إسهامه في تطوره، ومن المفترض أن يختار الباحث الموضوع الذي يعرف عنه قدرًا كبيرًا من المعلومات. ومن الأفضل أن يختاره من بين موضوعات مقترحة للدراسة (وفقًا لخطة بحثية معروفة من هيئة معنية)، ومن المفيد أن يكون البحث في خدمة المجتمع.

*     يشير الباحث إلى الدراسات السابقة في موضوع البحث (متى وجدت). ويرتبها تاريخيًا، ويبين خصائصها (بموضوعية) وأهم نتائجها. ثم يبين وجه الحاجة إلى معالجة موضوعه بتحديد وجوه الفرق بين بحثه والدراسات السابقة في المادة المدروسة طبيعةً وكمًّا، وفى المنهج وفى الإجراءات... وغير ذلك مما يسوِّغ قيامه ببحثه، ويعزز اختياره لموضوعه.

*     يحدد الباحث المنهج المستخَدم في البحث. ومن المعلوم أن للعلوم جميعها منهجًا عامًا ينتظمها، ويقوم علـى أسس معتبرة بين الباحثين جميعًا.

*             يبدأ بتحديد موضوع البحث بدقة بالغة، ثم يسلك الخطوات التالية في دراسة العينة المختارة:

·        الملاحظة المباشرة لوجوه الاتفاق والاختلاف، وتصنيف المادة المجموعة وفقًا لذلك.

·        وضع الفرض، وهو تفسير أوَّلى للملاحظات.

·   اختبار الفرض ببيان صحته أو خطئه، فإن صحَّ مضَى في البحث، وإن تبين خطؤه اقترح فرضًا آخر. وهكذا حتى يستقر على الفرض الصحيح.

·        من خلال الفرض المختبر (إجرائيًا) يصوغ الباحث القانون الذي ينتظم الظاهرة المدروسة.

ولكل عمل منهج خاص في معالجة الظواهر في مجاله، ففي بعض العلوم الإنسانية وفى بعض مجالاتها لا يمكن استخدام الأسلوب التجريبي (مثل دراسة المعنى في علم اللغة) ومن ثم يلجأ الباحث إلى أساليب أخرى كالأساليب الإحصائية، وعمل الاستبيانات، وإجراء المقابلة، وتحليل المضمون ... وغير ذلك من أساليب. وهى تقنيات أو إجراءات (جرى استخدامها وتأكدت فائدتها بين العلماء) في العلوم الإنسانية كعلم اللغة وعلم الاجتماع.

 

من أساليب البحث العلمي وإجراءاته في العلوم الاجتماعية:

   1-في مرحلة جمع المادة أو البيانات:

  يجمع عالم الاجتماع، وكذلك عالم الأنثروبولوجيا وعالم اللغة مادته عن مصادرها المتوقعة وفقا لمشروع البحث 0

   ويتحدث المنهجيون عن نوعين من المصادر.

مصادر غير ميدانية: وهى بيانات جاهزة أو سابقة في إعدادها لإجراء البحث المزمع مع القيام به، ومن بين تلك المصادر: الدراسات السابقة، والبيانات الإحصائية الرسمية، والوثائق والسِّجلات التاريخية، والبيانات المكتوبة أو المسجَّلة صوتيًا من أجهزة الاتصال كالصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون 000 إلخ، والوثائق الشخصية 0

مصادر ميدانية: ويحدد نوعيةَ هذا المصدر موضوعُ البحث وتخصُّصُ الباحث، والهدفُ من بحثه، والمنهجُ المستخدم 0

ومن بين الإجراءات الشائعة في البحوث الاجتماعية في عمومها الراوي أو الإخباري، والاستبيان، والمقابلة 0

  ولأهمية الإجراء الأول، ولاختلاف العلماء في تحديده آثرنا أن نعرف به أولا عند اللغويين، وثانيا عند علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا 0 مع وضعنا في الاعتبار أنه إجراء مشترَكٌ في العلوم الثلاثة وصالحٌ فيها 0

1-أ- الراوي أو الإخباري (Informant):

  الراوي عند اللغويين

 اللغة عرفية، وينبني على ذلك أن ثمة اتفاقًا ضمنيًا (في السلوك اللغوي) بين أفراد المجتمع المحدد على استخدام كل أشكال الكلام بطريقة تكاد تكون متماثلة حتى يتمكن جميع الأفراد من التفاهم وتحقيق مصالحهم، وهذا جعل اللغويين يطمئنون إلى أن لغة أحد أفراد الجماعة اللغوية يمكن أن يمثل العادات الكلامية للمتكلمين الآخرين في الجماعة نفسها 0

ولا يحول القول بعرفية اللغة دون الاعتراف بما بين أفراد الجماعة اللغوية من فروق دقيقة لا يحدُّها الحصر، بل يقرر اللغويون أنه لا يكاد يوجد شخصان في جماعة لغوية واحدة ينطقان نطقا متماثلاً في كل الظروف.

يختار اللغوي إذًا فردًا أو عددًا من الأفراد ليكونوا ممثلين لغويين للجماعة التي ينتمي إليها ويسمَّى هؤلاء (الرواة informants) 0

وفى هؤلاء الرواة يقول (كريستال): إن الرواة الذين نختارهم ليسوا متماثلين كحبَّاتٍ من التفاح في سلة؛ فليس ثمة تجانسٌ محققٌ بين التجارب اللغوية لشخصين. إن مقدار التنوع الذي يجعل العادات الكلامية لشخص واحد مختلفة عن أي شخص آخر من نفس الجماعة مقدارٌ كبير، ولا يمكن دراسته نسبيًا.

  ولا سبيل إلى دراسة اللغة إذا وضعنا في اعتبارنا كل أفراد الجماعة الكلامية التي ندرس كلامها، والسبيل الوحيد لهذه الدراسة أن نختار راويةً أو أكثر ونعده ممثِّلا لكلامها.

كيف نختار الراوي؟

  لقد كان يعتقد حتى وقت قريب أن من الضروري أن يكون الراوي أميًّا حتى لا تؤثر العوامل الثقافية في تمثيله للهجته، وألا يكون قد خرج من المنطقة التي تستخدم فيها هذه اللهجة، لأن كثرة الأسفار والتعرض للاحتكاك باللهجات الأخرى يجعل لغته عرضة للتغير.

  ولقد تبين فيما بعد أن هذه الشروط غير ضرورية، وأن هدف اللغوي أن يدرس اللغة كما ينطقها أفراد الجماعة في بيئاتهم وظروفهم الطبيعة، كما يدرس العوامل المؤثرة في تنوع سلوكهم اللغوي، ويحاول ما استطاع أن يرد هذه الفروق إلى عواملها الصحيحة، ومن هذا المنطلق يصبح من الضروري أن يكون الراوي ممثِّلا للجماعة بكل خصائصها اللغوية والاجتماعية.

وعلى الباحث حين يختار الرواة أن يراعى ما يأتي:

ينبغي أن يكون الرواة جميعا من المنتمين إلى اللغة أو اللهجة المدروسة.

الأمر على سواء أن يختار الباحث الرواة من مجال بيئي متجانس أو من بيئات ثقافية متنوعة وفقا لهدف الدراسة التي يقوم بها.

ينبغي ألا يكون لدى الرواة تصور سابق بقدر الإمكان عن علم اللغة عامةً أو لهجة خاصة، ويتوقف أيضا على الاعتبارات العلمية المناسبة للوقت والناس.

ينبغي على الباحث أن يكون واضحا في مطلبه، وأن تكون لغته مفهومة للراوي 0 ومن أمثلة القصور في هذا المجال أن بعض النحاة القدماء سأل راويا: كيف تجمع (دكانًا)؟ وأن آخر سأل: روايا: كيف تصغِّر شيرة؟ ... إلى غير ذلك من الأسئلة التي تفترض أن يكون الراوي لغويا أو على معرفةٍ بالمصطلحات اللغوية.

ومن طريفِ ما نُقِل إلينا من ذلك أن نحويًا سأل أعرابيًا: هل تهمز (إسرائيل)؟ فقال: إني إذًا لرَجُل سوء؛ لأنه لا يعرف من الهمزة إلا الضغط والعصر 0 وأن نحويا آخر سأل أعرابيا: هل تجر (فلسطين)؟ فقال: إني إذًا لقوىّ؛ لأنه لا يعرف من الجر إلا السحب والجذب 0

لا ينبغي على الباحث أن يسأل الراوي مباشرة عن استعمال لغوى محدد؛ لأن هذا سوف يوجه انتباهه إلى الظاهرة موضوع البحث، وربما أدَّى هذا إلى أن تكون النتائج متحيزة فيحسن ألا يقول له مثلا: أتقول: ضربت أخاك أو ضربت أخوك؟ وقد يكون هذا مقبولا في مرحلة من مراحل البحث 0 ولكن من الأفضل أن يُخفي الباحث المشكلة بطريقة ما، كأن يضع العبارة المطلوبة مثلا في سياق لغوى طويل، ونطلب إليه أن يحدد موقفه من المنطوق ككل.

ينبغي على الباحث أن يختبر دقة حس الرواة بما هو مقبول أو مرفوض من لغة جماعته، بأن يقدم إليه جملا واضحة جدا ليحددوا موقفهم منها، ومن المفيد أن تُقحم الجملة المقصودة غير مرة في جلسة الحوار للاطمئنان إلى موقفه منها 0

ينبغي على الباحث أن يُعنى بتقديم الموضوع بطريقة محايدة، ولا توحي بإجابة معينة وبقدر الإمكان يحسن بالباحث أن يضع المقصود في سياقات متنوعة جدًا، فقد يختلف موقف الراوي من نطق كلمة ما منعزلة عن السياق عن نطقها في سياق محدد 0

الإخباري عند علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا:

  يتوسع علماء الأنثروبولوجيا في الاستعانة بالإخباريين أو informants في جميع البيانات عن الثقافات التي كانوا يدرسونها 0

  وقد يستعين بهم علماء الاجتماع حين لا تتوفر لهم سجلات أو بيانات رسمية وفى مواقف أخرى أشرنا إليها سلفا 0

ويعرف الإخباري في علم الأنثروبولوجيا بأنه شخص يعاون الدارس الميداني بالإجابة عن أسئلته وبتقديم معلومات مفصلة عن المجتمع الذي يدرسه، تشمل مختلف مظاهر حياته ونُظمه.

  ويناقش الدارس حولها لاستجلاء ما يصعب عليه فهمه من حقائق غامضة تتعلق بها 0 ويتخذ الباحث الميداني عادة أكثر من مخبر ليستفيد من خبراتهم وتخصصاتهم، وليحصل على وجهات نظر مختلفة حول الحقائق عينها ويشترط في المخبر أن يكون ذا خبرة ومعرفة واسعة ومتخصصا في موضوع بعينه مثل: السحر والطب المحلى والصناعات البدائية ... الخ

  أما علماء الاجتماع فيقصدون بـ informants صنفين من الناس: الإخباريون الذين يقدمون بيانات ويشاركون في البحث والمبحوثون أنفسهم، ويراد بهم الأفراد أو الجماعات أو المنظمات موضع البحث 0

ويجمع الباحث بياناته منهم بالطرق المتداولة: كالاستبيان والمقابلة والحوار... الخ0 والمبحوثون هم المصدر الأساسي في البحوث الميدانية، ومن ثم يراعى في اختيارهم اعتبارات هامة تتصل بدرجة وعيهم الاجتماعي، وبصحة ما يدلون بهم من معلومات 00 ويوجب بعض الباحثين أن يكن لهم مصلحة في إجراء البحث وأن يقيم الباحث معهم علاقة ودية ... الخ

  (انظر في تفصيل الموضوع: البحث الاجتماعي للدكتور عبد الباسط عبد المعطى 183-237) 0

ب- الاستبيان أو الاستخبار:Questionnaire

صحيفة تحتوى على عدد من الأسئلة يمكن جدولة أجوبتها بعد تحويلها إلى أرقام وتوزيع الاستخبارات على الأفراد ليجيبوا عن أسئلتها سرًا، أي بينهم وبين أنفسهم ثم يعيدوها إلى الباحث ولذا لا حرج من أن يتضمن الاستخبار أسئلة يراد بها الكشف عن بعض دخائل النفس أو عن اتجاهات ومواقف بصدد موضوعات معينة 0

  وهو وسيلة فنية تستخدم لجمع معطيات أو حقائق أو بيانات من عدد معين من الأفراد، بصدد مسألة من المسائل أو موضوع من الموضوعات بقصد التعرف على واقعها وأفكار هؤلاء الأفراد عنها أو آرائهم فيها ومواقفهم منها، ثم تحلل هذه المعطيات أو الحقائق أو البيانات بعد تصنيفات ليتسنى للباحث تفسيرها 0

  وتتفاوت الاستبيانات بين تقييد متغيرات الإجابة أو ترك المبحوث يعبر  بلغته ومن أمثلة الإجابة المقننة 0

  هل يشجع الأستاذ الطلبة على التعبير عن وجهات نظرهم وتوضحيها في المحاضرة؟

- موافق تماما    - موافق     - معترض      - معترض تماما   - لا أعرف

  في هذا المثال يعرض الباحث متغيرات الإجابة المحتملة، ويترك لهم حرية الاختيار من بينها، بوضع علامة محددة بعدها 0

  وفى الحالة الثانية يكتفي الباحث بعرض السؤال فقط، ويقوم المبحوث بتسجيل إجابته بلغته 0

  هذا المقرر من أفضل المقررات التي درستها للأسباب الآتية:

       1- ....................   2-...................   الخ0

ومن حيث التطبيق ثمة نوعان من الاستبيان: الاستبيان الذي يديره المبحوث، وقد يُرسَل إليه بالبريد أو عبر الإذاعة أو على صفحات الجرائد أو يُوزَّع باليد، والاستبيان الذي يديره الباحث ويأخذ شكل مقابلة بين الباحث والمبحوث.

  ويتطلب الاستبيان شروطا عديدة إذا ما أريد له أن يحقق هدفه 0 ومن ذلك ما يتصل بالخطوات الأولية لتصميمه، مثل: نوع البيانات المطلوبة، ودرجة عمقها، وطبيعتها الكَمية والكَيفية، ومستوى تقنينها 000الخ.

  وما يتصل بشكل الأسئلة والأجوبة، مثل: مقنَّنة أو حرة أو أقل تقنينا، مباشرة أو غير مباشرة؟ وما يتصل بصياغة الأسئلة بلغة معينة 0

  (تختلف لغة الاستبيان باختلاف لغة المبحوثين ومستوياتهم الثقافية العامة فصحى تراثية، فصحى حديثة، عامية المثقفين، عامية المتنوِّرين، عامية الأميين) 0

  وفى الموضوع تفصيلات يُرجَع إليها في كتاب الدكتور عبد الباسط عبد المعطى (البحث الاجتماعي) 0


 

جـ- المقابلة Interview:

  محادثة يوجهها طرف (شخص أو عدة أشخاص) إلى طرف آخر (شخص أو عدة أشخاص) في موقف مواجهة بحسب خطة معينة للحصول على معلومات عن سلوك هذا الطرف الأخير أو سمات شخصيته أو للتأثير في هذا السلوك 0

  وقد تكون المقابلة: مقنَّنة بحيث يتم تحديد أسئلتها تحديدًا دقيقًا مسبقًا وقد تكون: غير مقننة، وليس ثمة خط فاصل بينهما ومن ثم يفضل بعض الباحثين النظر إليها على اعتبارهما طرفي متصل وبينهما توجد درجات من التقنين 0

  وقد تكون موجهة: حيث يقتصر دور المبحوث على مجرد الرد على أسئلة القائم بها، وغير موجهة حيث تُترك الفرصة للمبحوث للحديث وللتعبير عن نفسه 0

  والمقابلة من أفضل الأدوات لجمع البيانات، ومن ثم فقد وضعت لها مبادئ عامة لاستخدامها تتعلق بالتحضير لها، وبما تتضمنه من عمليات مثل: بدء المقابلة، وتهيئة الظروف المناسبة، وتوجيه الأسئلة، وإنهاء المقابلة، وتسجيلها 000 إلى غير ذلك مما عرض له كتاب (البحث الاجتماعي) 0

 

 


 

2- في مرحلة التفسير:

2-أ- القياس Measurement:

قياس الشيء هو عملية التحقُّق من مداه أو أبعاده أو كميته أو درجته أو  سعته 0 وهو عملية هامة أساسية لإجراء البحوث العلمية 0 والأشياء والظواهر التي يتناولها البحث العلمي قد تكون غير قابلة إلا لوصف خصائصها 0 ومع ذلك يمكن اعتبارها خاضعة للقياس على أنها صفات ما موجودة أو غير موجودة 0

  وقد استُخدم في علم الاجتماع كوسيلة من وسائل المقارنة والموازنة، ومحاولة ضبط الظواهر الاجتماعية والتعبير عنها بأرقام محددة.

  وبما أن القياس يعبر عن موقف مضبوط فهو يتألف من ثلاثة أبعاد أو مكونات أساسية: واقعة قابلة للملاحظة والقياس، قد يكون جماعة أو شخصا أو شيئًا أو فكرة، ووجود رقم أو عدد أو مقدار، ووجود قاعدة أو مجموعة من القواعد تربط منطقيا بين الواقعة والمقدار 0

  ويقوم القياس على افتراض أساسي يذهب إلى وجود متصل يشبه خطا مستقيما يساعد على توزيع وجود الخاصية المراد قياسها بطريقة متدرجة تصاعديًا أو تنازليًا من خلال درجات أو حلقات تترجم الأبعاد الكيفية إلى صورة كمية 0

  ومن أهم موضوعاته: القيم والاتجاهات، والتفاعل الاجتماعي، والتماسك الاجتماعي 0

 

2-ب- دراسة الحالة Case Study:

طريقة من طرق البحث الاجتماعي تصف وتحلل حالة وحدة اجتماعية محددة 0 في الوقت الحاضر، على أن دراسة سلوكها واتجاهاتها وخصائصها ومواقفها مما حولها في الحاضر يتطلب دراسة وقائع وظروف ماضية شكلتها وحددت خصائصها 0 وهذه الطريقة أكثر استخداما في الدراسات النوعية الكيفية التي تتطلب عمقًا ودقة وشمولاً 0

 

2-جـ- تحليل المضمون:Content analysis

  أسلوب في البحث يهدف إلى الوصف الكمي الموضوعي المنظّم للمضمون الظاهر أو الواضح للاتصال 0

  وقد انطلقت استخداماته الأولى من الدراسات التصنيفية والتحليلية في مجالات الصحافة والأدب 00 ثم تناول مستخدموه مجالات أخرى كالموسيقى والسينما 00 وتوسع حديثًا فشمل الرأي العام والإعلان 0

  ويتركز عمل مستخدميه في الإجابة عن الأسئلة الآتية:

مَن يقول؟ وماذا يقول؟ وإلى مَن يوجّه القول؟ وكيف يقول؟ وما تأثير قوله؟

  ومن أهم الموضوعات الاجتماعية التي استُخدم فيها: التفاعل الاجتماعي، القيم الاجتماعية، وسائل الاتصال الجمعي 00 الخ 0


وفى العلوم اللغوية مثلاً ثمة مناهج متعددة:

أ- المنهج الوصفي: ويهدف إلى وصف اللغة كما يستخدمها أصحابها في  وقت محدد ومكان محدد ومستوى محدد.

                     ‌أ-     المنهج التاريخي: ويهدف إلى وصف اللغة في مراحل زمنية متعاقبة لبيان ما حدث فيها من تغيير.

        ‌ب- المنهج المقارن: ويهدف إلى المقابلة بين لغتين تنتميان إلى عائلة لغوية واحدة لمعرفة ما بينهما من تشابه وتخالف، أو لإعادة بناء الأصل الذي تنتمي إليه العائلة نفسها.

        ‌ج-  المنهج التقابلي: ويهدف إلى المقابلة بين لغتين لا تنتميان إلى عائلة لغوية واحدة؛ لبيان وجوه التشابه والتخالف التي تحدد الأسلوب الأمثل لتعليم إحدى اللغتين لغير المتحدثين بها.

وثمَّةَ علوم لغوية تستعين بمناهج علوم أخرى لدراسة ظواهر مشتركة. مثل: علم اللغة الاجتماعي الذي يستعين بمناهج العلوم الاجتماعية في دراسة الظواهر اللغوية التي لها علاقة بالمجتمع.

وكذلك علم اللغة النفسي وعلم اللغة الحاسوبي ... إلخ.

*             وقد يكون من المفيد أن يتحدث الباحث عن الصعوبات التي واجهت بحثه وكيف عالجها.

 

 


 

ب- التمهيد:

الغرض منه توضيح كل ما يتعلق بمصطلحات البحث وبمفاهيمها وما يتفرع عنها بدقة ووضوح. ومن المفيد أن يذكر الباحث في التمهيد معلومات حول الموضوع المدروس تكشف عن جوانبه المختلفة.

          قد يفضل بعض الباحثين الاكتفاء بالمقدمة، ومعالجة موضوعات التمهيد فيها.


 

 

جـ- أبواب البحث وفصوله ومباحثه

لابد أن يتوفر لدى الباحث نظرية محددة لتفسير موضوع البحث، ولابد أن يستعين بمنجزات النظرية في تحديد أبواب البحث وما يتفرع عنها. ولابد أن يستعين بالدراسات السابقة التي حظيت بالقبول من الباحثين.

ومن المعروف أن البحث يتألف من أبواب بينها علاقات منطقية وفق ما يستخلصه الباحث من ظواهر.

وعلى الباحث أن يُعَنون كل أبواب البحث بعنوان رئيسي دقيق يحدد موضوع الباب بدقة. ثم يُقسِّم كل فصل إلى مباحث يحسن أن تكون هي الأخرى معنونة أو مرقمة وداخلة في إطار الفصل.

وهكذا تقوم العلاقة بين مباحث الفصول وفصول الباب وأبواب الرسالة. بحيث يبدأ الباحث من العام (أو الجنس) إلى ما هو دونه (النوع) و ... وهكذا حتى يصل إلى المسائل (الأفراد أو المفاهيم الصغرى).

- يفضل بعض الباحثين أن يذكر في صفحة مستقلة أبواب الرسالة وعناوينها. ثم يذكر في صفحة مستقلة فصول كل باب وعناوينها.


 

 

د- الخاتمة

          بعد فراغ الباحث من إعداد بحثه يلخص المفاهيم الكبرى لبحثه. ويحدد أهم النتائج التي استخلصها من بحثه، ويقدم للباحثين أو للمعنيين بالموضوع مقترحاته أو توصياته بهذا الخصوص. 

 


هـ- المراجع

          يذكر الباحث في نهاية البحث قائمة بالمراجع التي رجع إليها في بحثه، ويرتبها ألفبائيًا، وفقًا لعنوان المرجع أو لاسم المؤلف ثم يذكر المعلومات الببليوجرافية الضرورية مثل: دار النشر، سنة النشر، عدد الأجزاء.

          وكذلك الحال أيضًا حين يكون المرجع مقالاً أو بحثًا منشورًا في دورية أو غيرها من النشرات المتداولة. فيذكر عنوان الدورية، ورقم العدد وتاريخه ... إلخ

وهذا مثل للطريقتين الشائعتين، وإن كنا نفضل الثانية منهما.

الطريقة الأولى: الترتيب وفقًا لعنوان المرجع:

·        الاشتقاق: عبد الله أمين، لجنة التأليف والترجمة والنشر، بمصر، 956، ط1.

·        تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها بمصر، د. نفوسة زكريا، مطبعة نشر الثقافة، مصر، 1964، ط4.

·        اللغة بين المعيارية والوصفية، د. تمام حسان، الأنجلو المصرية، مصر، 1985، ط1.

الطريقة الثانية: وفقًا لاسم المؤلف:

·        أمين (عبد الله) الاشتقاق، لجنة التأليف والترجمة والنشر، مصر، 1965، ط1.

·        حسان (د. تمام) اللغة بين المعيارية والوصفية، الأنجلو المصرية، مصر، 1985، ط1.

·        زكريا (د. نفوسة) تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها بمصر، مطبعة نشر الثقافة، مصر، 1964، ط1.

(لا يراعى في الترتيب أل).

 


 

نموذج لملخص بحـــث:

نموذج لهيكل بحث علمي في علم اللغة

الموضوع: الخصائص التركيبية للجملة في لغة الصحافة المعاصرة.

الإطار الزمني: 1970 إلى 1975.

الإطار المكاني: مصر.

المستوى: لغة الخبر والمقال والتقرير في الصحف اليومية.


هيكل البحث

المقدمة

       تعريف بالبحث وبأهميته، وبالدراسات السابقة، وبمنهج الدراسة وملخص لأبواب البحث وفصوله.

التمهيد

          ويتضمن العناصر الآتية:

1-     (منهج البحث ومراحله)

                                 ‌أ-        مرحلة الجمع.

                              ‌ب-      مرحلة التقسيم.

                               ‌ج-      مرحلة التقعيد.

                                ‌د-        مستويات التقعيد.

هـ مفهوم الصواب والخطأ.

و‌-        مقاييس الصواب والخطأ.

2-     (الصحافة وأشكال التحرير الصحفي)

                                  ‌أ-        تعريف الصحافة والصحيفة.

                               ‌ب-      أشكال التحرير الصحفي وخصائصها الفنية واللغوية.

أولاً: الخبر.

ثانيًا: المقال.

1)      العمود الرياضي.

2)      العمود العلمي.

ثالثًا: التقرير:

1)    الحديث الصحفي.

2)    التحقيق الصحفي.

3-     (تطور لغة الصحافة وتأثير اللغات الأجنبية والعامية المصرية عليها)

أ‌-       تطور لغة الصحافة.

1)     تأثير التغيرات الاجتماعية الكبرى في مصر في اللغة العربية.

2)     نمو أدوات الاتصال وتأثيرها في التطور اللغوي.

3)     مظاهر التغيير في لغة الصحافة بين مرحلتين:1949 – 1953، 1970 – 1975.

ب‌-    تأثير اللغات الأجنبية والعامية في لغة الصحافة.

أولاً: وجوه التأثير باللغات الأجنبية: 

                                                                                                     ‌أ-      تعريب الألفاظ:

·       الاشتقاق من الكلمات المعرَّبة.

·       المصدر الصناعي.

·       الكلمات المركبة.

                                                                                                  ‌ب-    تعريب الأساليب.

                                                                                                   ‌ج-    ظواهر لغوية مؤثرة في نظام الجملة العربية.

                 ثانيًا: وجوه التأثير بالعامية المصرية:

                                                                                                     ‌أ-   افتراض الكلمات والعبارات والتراكيب.

                                                                                                  ‌ب-    استخدام صيغ معروفة في العامية.


 

 

الباب الأول: (الخواص التركيبية للجملة البسيطة في لغة الصحافة)

تمهيد

·   الخواص التركيبية.

·   الجملة.

·   مستويات الجملة.

·   أقسام الجملة.

الفصل الأول:(الصيغة)

1)     مفهوم الصيغة ودورها في التركيب اللغوي.

2)     الفعل المتعدى واللازم.

3)     المصدر وبعض مواقعه.

4)     الوصف وبعض مواقعه.

5)     نماذج شائعة لبعض مواقع المصدر والوصف.

·      المجموعة الأولى: (تمامًا وجدًا وفعلاً وحقًا وعادةً وأيضًا وفورًا ... إلخ).

·      المجموعة الثانية: (خلافًا لـ، بناءً على، فضلاً عن، طبقًا لـ، نظرًا لـ ... إلخ).

·       المجموعة الثالثة: (أولاً، وأخيرًا،ومستقبلاً، ومقدمًا، ومؤخرًا،ودائمًا، ونادرًا ... إلخ).

·      المجموعة الرابعة: (سياسيًا، وعسكريًا، ودبلوماسيًا، وداخليًا وخارجيًا ... إلخ).

 

الفصل الثاني:(الموقعية)

1)     مفهوم الموقعية

2)     مواقع جديدة لبعض الصيغ:(أي، كافة، حوالي، نحو، نفس)

3)     بعض صور الفصل بين المتضامين:

v      الفصل بين الصفة والموصوف.

v      الفصل بين اسم الموصول والصلة.

v      الفصل بين العاطف والمعطوف.

v      الفصل بين حرف الجر والمجرور.

4)     بعض صور الرتبة بين عناصر الجملة:

v      الرتبة في الجملة الاستفهامية.

v      الرتبة في الجملة الشرطية.

v      الرتبة في الجملة الخبرية.

5)     بعض صور المصاحبة:

v      المصاحبة في الجملة الاستفهامية.

v      المصاحبة في الجملة الخبرية.

v      المفارقة.

v      بعض صور المفارقة: (أثناء، جانب، داخل، خارج).

 

الفصل الثالث:(المطابقة)

1)     مفهوم المطابقة

2)     المطابقة بين النعت والمنعوت

                                                                                                                                  ‌أ-       في النوع:

o            النعت بمشتق.

o            النعت بغير المشتق.

                                                                                                                               ‌ب-     في العدد.

                                                                                                                                ‌ج-     في التعيين:

o            غير.

o            بعض أو كل.

o            أل + لا.

3)     المطابقة بين اسم التفضيل وما جاء له.

4)     المطابقة بين ضمير الفعل وما قبله.


 

 

الباب الثاني: (الخواص التركيبية للجملة المعطوفة والمركبة)

الفصل الأول: (الربط بين الجمل المعطوفة)

1)     أدوات العطف:

                                                                                                         ‌أ-        المعطوف والمعطوف عليه.

                                                                                                      ‌ب-      عطف الفعل على الفعل.

                                                                                                       ‌ج-      عطف حرف الجر على حرف الجر.

                                                                                                        ‌د-        عطف أداة نصب على أداة جزم.

                                                                                                        ‌ه-        عطف ظرف على ظرف.

                                                                                                        ‌و-       عطف أداة استفهام على أداة استفهام.

2)     معالجة خاصة لبعض أدوات العطف:

                                                                                                         ‌أ-        حتى العاطفة

                                                                                                      ‌ب-      موقع جديد لحتى.

                                                                                                       ‌ج-       إما... أو.

                                                                                                        ‌د-        لا... ولا.

                                                                                                        ‌ه-        لكن.

                                                                                                        ‌و-       بل.

                                                                                                        ‌ز-        ليس.

                                                                                                       ‌ح-       وإنما.

                                                                                                       ‌ط-       ليس فقط .. بل .. أيضًا.

 

الفصل الثاني: (الربط بين الجمل المركبة)

     القسم الأول: الروابط المصاحبة لجملة جواب الشرط.

      القسم الثاني: الروابط المصاحبة لجملة الحال.

      القسم الثالث: الأدوات الظرفية والشرطية.

              بعض الظروف التي تضاف إلى الجمل (حين، يوم).

الخاتمة.

المراجع.