إعمالاً لمبدأ التراكمية فى العلم فإنه يمكن تصنيف الجهود السابقة المتاحة فى هذا المضمار فى الفئات التالية:
أ- إسهامات الفلاسفة اليونانيين:
حين نفحص تلك الجهود سنجد أن الفلاسفة اليونانيين وعلى رأسهم سقراط وتلميذه أفلاطون ومن بعده أرسطو، فضلا عن بعض الفلاسفة السوفسطائيين مثل بروتاجوراس وهيبياس، قد قدموا بعض الأساليب الحجاجية الماهرة التى اشتهروا بها، وأصبحت من بين المكونات المحورية فى عمليات الحجاج من بعدهم، من قبيل: الأسئلة السقراطية المؤدية لتوليد المزيد من المعاني وإظهار تناقض الآخر، وطرح مقدمات ومسلمات واستخلاص نتائج تلزم عنها لتفنيد رأى الطرف الآخر (أفلاطون، 1966)، والمغالطات المنطقية والتى برع فيها السوفسطائيون حتى أن "هيبياس" الصغير كان يفخر بأنه يدافع أمام القضاء فى آن واحد عن عشر قضايا، يجيب عن كل الاعتراضات عليها ثم ينتقل إلى صف الخصوم لقاء أجور أخرى فيدافع عن القضايا العشر المناقضة، ويجيب عن كل الاعتراضات عليها (الفندى، 1982: 8).