جدير بالذكر أن ظاهرة المحاجة أصبحت تنال اهتماما علميـا ملحوظـا فـي الحقبة المعاصرة من باحثين في تخصصات مختلفة بدءاً من علماء النفس، وانتهاءاً بعلماء البلاغة، ومرورا بعلماء القانون، والسياسة والإعلام، والإدارة، والدين وذلك لأسباب عديدة منها:
أ- تمكن المحاجة الفرد من التعبير عن ذاته والدفاع عن وجهات نظــره الشخصية: ذلك أن الناس ينخرطون، بمعدلات متفاوتة، في حياتهم اليومية في عمليات محاجة حول قضايا متنوعة تتعلــق بحالـة المجتمـع وشئونه المصيرية من قبيل: وضع المــرأة، والأقليـات، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن المسائل والأمور الشخصية، وتمكنهم المحاجة من التعبير عن وجهات نظرهم، وتعديلها، على نحو يجعلها أكثر وضوحا واتساقا، وفهم الأمور بصورة أفضل مما ييسر عليهم اتخاذ قرارات أكثر دقة حولها، وهي عملية أساسية في الديموقراطيات المعاصرة التي يعد الدخول فــي مناظرات حول تلك الأمور من ملامحها البارزة (Mcpeck,1990:7-9).
ب- تعد المحاجة وسيلة للتعلم واكتساب المعارف: فالفرد من خلال المحاجــة يتعلم من الطرف الآخر معلومات جديدة حول جوانب نوعيـة من القضايـا المطروحة فهو يعرف المزيد من الاعتراضات على وجهة نظـره، والأدلـة التي تدعم الوجهة البديلة، ويتعلم كيـف يكـون حججـا جديـدة باسـتخدام المعلومات المتاحة من كل الأطراف الأخرى (Bonaito&Fasulo,1997).
ج-هناك مؤشرات عديدة تشير إلى أن القدرة المرتفعة على المحاجـة ترتبـط إيجابيا بالصحة النفسية للفرد ورضاه عن ذاته وتبنيه مفهوما إيجابيا لـها، وقدرته على التأثير في الآخرين ومقاومة عمليات فرض الهيمنة عليه مـن قبلهم (Rancer et al., 1997)، وإذا حاولنا فهم ديناميات تلك النتائج سنجد أنه من شأن اشتراك الفرد في محاجات متكررة مع آخرين، وحصوله علـى بعض المزايا في أعقابها، أن يزيد من ثقته بنفسـه مـن جهـة، وأن يغريـه بالدخول في محاجات أخرى جديدة من جهة أخرى مما يعني ضمنا، وخاصة فى حالة نجاحه فيها، مزيد من التقدير الإيجابي لقدراته وبالتالي لذاته.
د- إن الدخول في محاجات متنوعة ينمي مهارات المحاجة لدى الفرد، ويجعلها أكثر قوة، وينشط جهاز المناعة الحجاجية لديه حيث يسعى لتفنيد الحجج المضادة، وإنتاج حجج جديدة لإقناع الآخرين بموقفه فضلا عن أنها تعلمه تحمل الاختلاف، وتجنب تصعيده، وفي الجهة المقابلة فإن تحاشى التعرض لتلك المواقف الحجاجية، يؤدي إلى ضعف تلك المهارات، وبالتالي استبعاد فرصة أن يتعلم الفرد من خلالها كيف يتحدث في صميم المشكلات التي يهتم بها، ويتناقش حولها، ويكتسب مهارة الوصول إلى حلول لها (فيشر وبرون،1991: 39) وهو أمر غير مطلوب بالطبع.
ه-تبدأ المحاجة عادة حين يكون هناك اختلاف وتعارض بين وجهات نظر لأطراف متعددة حول مسألة معينة، وتستمر حتى تنتهي، ومن هنا يمكن القول بأن المحاجة آلية لحل الصراعات (Johnson & Roloff, 1998)، وفض النزاعات، وإزالة سوء التفاهم المتبادل بين الأطراف المختلفة، وانطلاقاً من هذا التصور يشير "شولتز"Shultz إلى أن الأفراد الأكثر قدرة على المحاجة يسهمون بقدر كبير في حل المشكلات داخل الجماعة (Rancer et al.,1997) اعتمادا على عمليات من قبيل إقناع الآخرين بأدلة الفرد، وتفنيد دعاواهم ضده، وفي المقابل فإن الفرد الذي قد يفشل في إدراك واستخدام المحاجة كوسيلة لحل الصراع قد يلجأ إلى طرق أخرى أقل تحضراً كأن يعتدي على الطرف الآخر، أو يهينه مما يعقد الموقف (Johnson & Roloff, 1998).
و-
إن عملية
المحاجة بما تنطوي عليه من تدريب على المنطق والاستدلال تقوى الروح النقدية بين
الناس، وبالتالي ت %bʋD#fP>$d&iPsuaSfh3ST; OdE$Sp}gASУ4Jd+BFMVS5>AVb}@DjEBMl5D}(55*¿hT9s
y]m!tJzi+(s1pؗ-0Y,UA6^ItШ!+<5{=NqnƜ>?aXǎahC @n0,ܠhFDVbI1D*fRkɍ24J"V&9qQV"+CVWpAbgܽJ]0IمèN|X&U,M!@oLOq=)6%#_CQXϹ` mǀ6x ͪёE-Fހ|!),N d)yq&T3xCscmuQQcFF5sQK)MJ1MU`.컊sMم{M
ܨ3βA;@oX ,ㄕfOtY_/ďR+X(DlRի8$zi:5e,S䴗1 ͑J+70'I t;EWW+11bX2ZtFˍ: >gu^cO
ޔݻ#*:FPO[+j7~.:h`k*Ԕ ##NbDA4iR%<)ZT
[neG̦@\.Zb
f+L+h)ffBHj.@Dࢆphxctl1ƫʉ43%:@Ʈ
xze
R`؎ޖ͘`g({ˎK=JNe<b@~<TL`X#P$$ $2^lmfS
CDi2nmhrYOBrLЅV]~K"t.DJD@/JvJ
Cunu˫.ܢo ?cN6jPxf
GMI{zInU>/"$@/ +~!TqTRl!Yr^*a'$(Ā<&dDrp|:(*"Tp*jD>⦮B*h'@d`DgjKl'+Dc8Jc ywm)6Tn#g
,oRKЬ'{q ?<2j.)#dlF>NF_m6*[p˷f*H+N-F]bHB/f/K|(u@Q\a3 5
*Q1L'T~f;MTTУ,.-R;둣0NHfll#ѵB*Y%~.d^MI!IH\.fo#qLEL2ygZNG)'jKz1̔u.c(q >&
2\w⊝jZO^ƿ8τRx9s2<&TOiq;@ <3Fl<*lAVX>%Zk![b!ObBr>3hkn̥D`Xp~n@RڅDH2'ʐd&4a| c4
2T48^,jF6/nyo9={:{ #Tʧ"o >#I.sA>"HH&>^>cZ4֢,DHdNƕOe2$%BdH*B0/H/̇a,KFF
*
cVSE(7쌮Fӎg9TS{h=IP#BLŴ4FR,llPB ô/OY4Mm"'2n8"_e[ZtEKpBMO,Lpqp$Y(s63LJ6`uzo(ITDICEj
06xdbG9,E|FJ6TLJ-"V! oKGlV%T%Z!]L:OZlB[aM?[Jf,\T4vZ)P%-*jHvB/b/xH˸̜c8f`>&voh7֭+ +GAR.p{TgqH:o>r&iEs3b@tfO:m?aL
_+u+?mB