- ضرورة التمييز بين كل من المحاجة والسفسطة والعدوان حتى يكون واضحا لدى القائمين بعملية التنمية طبيعة المهارات الحجاجية التى سيتم التعامل معها، فعلى سبيل المثال يتمثل الفارق الرئيسي بين المحاجة والسفسطة فى أن الأولى تعتمد على مبادئ المنطق والاستدلال لتفنيد الحجج التى يطرحها الطرف الأخر وإقناعه بما يعتقد الفرد بصحته من حجج فى حين أن السفسطة تعتمد على المغالطات المنطقية والاستدلالات الزائفة لتحقيق ذلك الهدف مع وعى السفسطائي بأن الحق ليس معه، أما فيما يتصل بالفارق الجوهرى بين المحاجة والعدوان فيتمثل فى أن الفرد فى حالة المحاجة يهاجم ويفند حجج الطرف الأخر التى يعتقد عدم صوابها أما فى العدوان فإن الهجوم ينصب على شخص الطرف الآخر ذاته.
- قياس المهارات الفرعية للمحاجة لدى الفرد المراد تدريبه حتى نتمكن من وضع مبيان Profile لمستوى تلك المهارات لديه قبل التدريب حتى يسهل علينا تحديد طبيعة المهارات التى يجب التركيز عليها فى تلك العملية فضلا عن إمكانية التعرف على حجم التحسن الحادث فيها بعد التدريب من خلال عملية القياس اللاحق لها. وبطبيعة الحال فإن ذلك الإجراء يفيد أيضا فى تصميم أساليب خاصة فى البرامج العامة لتنمية المهارات الحجاجية لكل مهارة من تلك المهارات على حدة.
- تعتبر المحاجة إحدى وسائل حل الصراعات والخلافات بين الفرد والمتعاملين معه والمحيطين به بيد أن هناك وسائل أخرى بجانبها لمواجهة تلك الاختلافات لا تقل عنها اهمية من قبيل السلوك الاجتماعى البناء (الإيثار والعون والعطاء) والتجنب الوقائى لمواقف الصراع قدر المستطاع والحلول الإبداعية للمواقف الصراعية، ويمكن تبصير الفرد، وتدريبة بطبيعة الحال، بمثل هذه الأساليب مما ييسر عليه مواجهة تلك المواقف الصراعية بوسائل متنوعة.
- إن تحلى الفرد باتجاه إيجابي نحو المحاجة والرغبة فى أن يرفع مستوى مهاراته الحجاجية لاعتقاده بمدى ما سيجنيه من وراء ذلك من منافع يعد خطوة ضرورية لإقباله على الالتحاق بالبرامج النظامية لتنمية مهارات المحاجة، أو محاولة القيام بذلك ذاتيا، ومما يساعد على القيام بتلك المهمة الوعى بمكونات الاتجاه نحو المحاجة ومحاولة تعديلها فى الوجهة المرغوبة.
- على الرغم من أهمية المحاجة فى إدارة تفاعل الفرد مع الآخرين حول مسائل خلافية إلا أنه من الضرورى ممارستها بقدر من الحكمة، ويقصد بالاستخدام الحكيم للمحاجة فى هذا المقام أن يتوقف الشخص عن محاجة الطرف الأخر إذا شعر أنها ستفجر دفاعيته لأنه فى هذه الحالة سيكسب المحاجة ويخسر الطرف الآخر، وعليه ألا يدخل فى محاجة إلا إذا استلزم الأمر ذلك فعلا، وأن يتجنب الدخول فى محاجات مع طرف تفصله عنه مسافة فكرية وثقافية شاسعة فسوء الفهم لما سيقول حينئذ هو الاحتمال الأرجح، وأن يركز أثناء المحاجة على الرد على حجج الطرف الآخر دونما التطرق إلى شخصه.