5-3 التوجيهات العملية والبرامج العلمية لتنمية المحاجة
21- استخدم السؤال كوسيلة اتصالية بكفاءة فهو يجعل الطرف الأخر أكثر دقة ويقظة في حضورك فضلا عن أنه يزودك بالمعلومات التي تريدها، ويساعدك علي التحقق من فهمك لموضوع النقاش، والشخص الذي يتحدث معك، ويجب أن تحرص علي ألا يشتم منه أنه وسيلة للاستدارج حتى لا تفسد الموقف (هاينز 1998: 74- 77). وتتمثل أهمية مهارة استخدام الأسئلة في المحاجة سواء كانت ذات طابع استفهامي أواستنكاري في أن الفرد يستطيع أن يحصل من خلال الأستخدام الملائم للأسئلة علي معلومات جديدة، والربط فيما بينها وبين الحالية لتشكيل نظام أكثر إحكاما من المعرفة (1994 King,).
ومما يشير إلي أهمية الأسئلة أن عالم الفيزياء الشهير إيزادور رابي "Isador Rabi" الحاصل علي جائزة نوبل في الفيزياء ذكر أن أمه كانت تسأله حين يأتي من المدرسة، وهو طفل، "ليس ماذا تعلمت"، ولكن ما هي الأسئلة الجيدة التي سألتها اليوم.؟ وهو ما شجعه علي تنمية العقل المتسائل والناقد لديه (Ibid) وكما تعلمون فالباحث ما هو إلا إنسان يطرح المزيد من الأسئلة علي الطبيعة ليصل علي إجابات عنها بمنهجه العلمي، ولا يفوتنا التنوية إلي أن أهل التراث من علماء والحضارة الإسلامية الأكارم أدركوا أهمية السؤال في تطوير الأنسان والعلم فقالوا: السؤال شطر العلم.
22- تجنب استخدام الألفاظ ذات المعني المزدوج (الإشاري والدلالي) قدر المستطاع مثل كلمة ريفي التي قد تعني أن هذا الشخص قادم من الريف أو أنه يستمسك بمجموعة من القيم الأصيلة أو محدود الخبرة، وابتعد عن الكلمات التي تنطوي علي المبالغة "فبدلا من أن تصف شيئا بأنه ضخم" صفه بأنه "كبير الحجم" وحين تقيم شخصا لا تقل عنه "لا مثيل له" بل قل أنه "ممتاز" (شوقي وآخرون، 1995: 292).
23- نوع في أفكارك، وزوايا رؤيتك للموضوع، وحلولك للمشكلات، وكذلك في ألفاظك، فهذا مؤشر للمرونة الفكرية، والكفاءة المعرفية، فضلا عن أن التنويع كما يقول "شرف" أسلوبا ناجحا لعلاج الرتابة، وشد انتباه الطرف الآخر، فعلي سبيل المثال لا تكرر كلمة "صرح" بل قل أيضا: أعلن، وأكد، وقال.
24- قدم اعتراضك أو تحفظك علي حديث الآخر وأفكاره دوما بصورة إيجابية فبدلا من أن تقول للرئيس "أنا اعتقد أن أسلوبك الجديد سيسبب إزعاجا للعمال" قل "تري هلي يمكن أن يشعر كل العمل بالإرتياح من هذا الأسلوب" (Hellriegel etal, 1986: 219).